header-banner
رواية غابة لسمير يوسف

في روايته "غابة".. سمير يوسف يجيب: هل بإمكان الجَمال أن ينقذ العالم فعلاً؟

ثقافة
فريق التحرير
9 سبتمبر 2025,7:23 ص

تختصر رواية "غابة" للكاتب والصحفي اللبناني سمير يوسف، بأسلوب ساخر وممتع، الصراع بين الفطرة والتطور. الطبيعة والتوحش المدني. الجمال والتسليع، لعلّها تكون رجع صدى لما نادى به المفكر البريطاني تيري إيغلتون ضد اقتصاد الإنتاج الغزير الذي يعزز الاغتراب، ويُفرِغ الحياة البشرية من معناها وقيمتها.

"غربة" لسمير يوسف.. شخصيات تقول شيئاً مختلفاً

08ce5c50-7d07-4d1c-8e36-d44f67470064

رواية "غربة" لسمير يوسف، الصادرة عن دار نوفل / هاشيت أنطوان، هي "نوفيلا - رواية قصيرة" تأتي في (156 صفحة)، حيث كتب سمير يوسف خلاصة ما أراد قوله في عمله الخارج عن السائد في الأدب العربي: لا أدري لمَ أستعيد مشهدًا أكثرَ من غيره حين أفكّر في والدي. أتخيّلُه يحمل سلاحَ صيدٍ قديمًا جدًّا بسبطانةٍ طويلة، عليه زخرفاتٌ فضيّة مشغولةٌ بحِرَفيّةٍ عالية. سلاح وصله من هيرستال البلجيكيّة، هديّةً من عصرٍ صناعيٍّ بائد. أراه متقدّمًا في سهلٍ ممتدٍّ ومفتوح، وسط عاصفةٍ ثلجيّةٍ قويّة. لا أعرف إن كان والدي يرغب في إطلاق النار، أو أنّه كان يتقدّم فقط لأنّه مجرّد حالم، محبٍّ للطبيعة، لمشاهدة أسراب البطّ التي كانت تعبر فوقه كالسهام، بقلوبٍ ساخنة. كأنّ حبّه لرؤية الطير، قبل كلّ شيء، جعل من الكَرْم فائضًا في المشهد. كان والدي غضّاً وعذباً، وكان صلباً أيضاً. لكنّه كان الصيّاد الذي لم يطاوعه قلبه على القتل، فاستعاض عنه بتأمّل الجمال؛ لأنّ الحياة غير ممكنةٍ ولا معقولةٍ من دون الجمال. أعتقد أنّه كان شاعراً قبل كلّ شيء، كان شاعراً في نفسه، لم يُرِد حتّى الكتابة والنثر، فاكتفى بخطّ الحروف، برسمها بالقصب المجروح بالحبر الأسود الكامد الرخم، الآتي من إمبراطوريّة الوسَط. 

وتدور قصة رواية "غربة"  في إحدى القرى الفرنسيّة الصغيرة، حيث يرفض رئيس بلديّتها مشروعًا لإنشاء بلدةٍ تكنولوجيّةٍ على غرار السيليكون فالي. 

يحاول توماس – بطل الرواية، المدفوع بحبّه للطبيعة وبحنينٍ قويٍّ إلى الماضي والجمال، القيام بكلّ شيءٍ لمنع المشروع. وقد خطّط جيدًا لما وصفه «يوم الحساب»: حضّر غالونات البنزين وحُزَم القشّ التي سيُشعل بها البيوت الخشبيّة والآليّات، موّه فَعلتَه بدقّة، وقاد سيّارته في الثلج لارتكاب حريقٍ ستستفيق القريةُ عليه، ليباشَر تحقيقٌ مع توماس.

من هو سمير يوسف؟

سمير يوسف؟ كاتب وصحافي لبناني مواليد (عكار، 1985). يكتب باللغتين الفرنسيّة والعربيّة. فازت روايته الأولى "حروق الثلج" (2016) بمنحة "آفاق" ضمن برنامج "آفاق لكتابة الرواية"، و"غابة" هي روايته الثانية. حاز فيلمه القصير "بروكسل – بيروت"، الذي أخرجه بالشراكة مع تيبو وولفارت، جوائز عديدة في أوروبا، واختير ضمن أفضل أربعة أفلامٍ قصيرة في مهرجان Les Magritte du Cinéma ببلجيكا عام 2020.

أخبار ذات صلة

"صيف أرملة صاروفيم" رواية لمازن حيدر تُحيي ثقافة حماية الآثار

"صيف أرملة صاروفيم" رواية لمازن حيدر تُحيي ثقافة حماية الآثار

google-banner
footer-banner
foochia-logo