header-banner
الذكاء الاصطناعي

خبيرة تربوية لـ"فوشيا": هكذا يدمر ChatGPT عقول أطفالنا

أمومة
إيمان بونقطة
9 يونيو 2025,9:58 ص

مع تسارع التطور التكنولوجي ودخول أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT إلى تفاصيل الحياة اليومية، بدأ هذا التقدم يفرض تحديات جديدة أمام الأهل والمربين.

كيف نواكب هذا التغير دون أن نخسر مهارات التفكير والتحليل؟ وهل أصبح الأطفال مهددين بفقدان شغف المعرفة نتيجة الاعتماد الزائد على الأجوبة الجاهزة؟

في هذا الإطار، أجرى موقع فوشيا لقاءً خاصًا مع الأخصائية النفسية والاجتماعية لانا قصقص، التي سلّطت الضوء على أبرز المخاطر التربوية المرتبطة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وقدّمت مجموعة من التوصيات المهمة لحماية عقول الأطفال من الكسل العقلي وتعزيز مهاراتهم الذهنية في هذا العصر الرقمي.

كيف نحمي عقول أبنائنا من الكسل العقلي في عصر ChatGPT؟

78112549-8e97-4a5e-9342-5f56eefd047e

بداية، ما رأيك بموضوع الذكاء الاصطناعي والتربية؟ هل هو فرصة أم خطر؟

تؤكد لانا قصقص أن هذا الموضوع معقّد وحساس، لأن الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته جانبين:

إيجابيات استخدامه حيث:

  • يتيح للأطفال الوصول السريع للمعلومات.
  • يدعم فهمهم للحياة اليومية.
  • يطوّر مهاراتهم اللغوية.
  • يساعدهم على اكتشاف مواهبهم وتطويرها.
  • يمكنهم من مواكبة العصر.

لكن في المقابل، هناك سلبيات واضحة إذا لم يُستخدم بشكل موجه من الأهل، منها:

  • الاعتماد المفرط عليه.
  • التعود على الأجوبة الجاهزة من دون جهد أو تحليل.
  • ضعف في التفكير النقدي والتعبير الذاتي.
  • فقدان الأسلوب الشخصي في التعبير.
  • نقص التفاعل الاجتماعي المباشر بسبب الحوار المطوّل مع الذكاء الاصطناعي.

ما أبرز المؤشرات التي تظهر أن الطفل بدأ يفقد مهارة التفكير النقدي بسبب اعتماده على أدوات الذكاء الاصطناعي؟

تشرح قصقص أن أولى العلامات هي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في كل استفسار من دون محاولة التفكير أو البحث الشخصي. كما يُلاحظ:

  • صعوبة في إبداء الرأي وتحليل المواقف.
  • تقبل الأجوبة الجاهزة من دون تمحيص أو مقارنة المصادر.
  • تراجع الشغف بالمناقشات والانخراط الفكري.
  • استخدام الذكاء الاصطناعي لحل الواجبات المدرسية بشكل حرفي.
  • ضعف في الثقة بالنفس عند الانفصال عن الهاتف أو هذه الأدوات.
b9336ac6-c183-4f9b-965e-c72dd22d79e8

كيف يمكن للوالدين تحقيق توازن بين السماح باستخدام أدوات مثل ChatGPT وبين تنمية مهارات التحليل والتفكير لدى الطفل؟

ترى قصقص أن الحل يكمن في "المرافقة" لا "المراقبة"، حيث يجب أن يرافق الأهل أطفالهم في استخدام هذه الأدوات بدلًا من التحكم أو المنع. وتضيف:

  • من المهم أن نعلّم الأطفال تحليل الأجوبة والتحقق من صحتها.
  • تخصيص وقت محدد لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
  • تشجيع الطفل على طرح الأسئلة أكثر من تلقّي الأجوبة.
  • تدريبه على تدقيق وتقييم المعلومات وعدم التسليم بها فورا.
  • تعزيز الجهد الشخصي في البحث، والقراءة، والكتابة من تفكيره الخاص، مع مكافأته على هذا الاجتهاد.

ما تأثير الاستخدام المبكر والمستمر للذكاء الاصطناعي على مهارات التعبير الكتابي وصياغة الأفكار لدى الأطفال؟

تشير قصقص إلى أن استخدام هذه الأدوات قبل تكوّن المهارات الأساسية يؤدي إلى:

  • فقدان المهارات التعبيرية الشخصية.
  • ضعف في ربط الأفكار وصياغة الجمل بما يتناسب مع عمر الطفل.
  • استخدام لغة لا تعكس شخصيته أو مرحلته التعليمية.
  • الابتعاد عن الكتابة اليدوية والتعبير العفوي.
  • فقدان الثقة بالنفس نتيجة المقارنة الدائمة مع الأجوبة "الكاملة" التي تقدمها هذه الأدوات.

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يتفوق على الإنسان بفن الإقناع خلال المناظرات

هل هناك أنشطة تربوية محددة أو استراتيجيات يمكن أن تعزز التفكير النقدي لدى الطفل في زمن التكنولوجيا السريعة والذكاء الاصطناعي؟

نعم، وتعدد الأخصائية لانا أبرز هذه الأنشطة:

  • تنظيم نقاشات عائلية يومية حول مواضيع مثيرة للجدل تشجع الطفل على التعبير عن رأيه والاستماع للآراء المغايرة.
  • ألعاب التحليل والمنطق مثل الشطرنج والألغاز، التي تحفّز الذكاء النقدي وتغني المفردات.
  • الفنون والكتابة والنحت والأشغال اليدوية التي تحفّز الطفل على الإبداع والتفكير الذاتي.
  • تشجيعه على تحليل المعلومات التي يتلقاها، ومناقشتها، وإبداء رأيه الخاص بها.

وكخلاصة لكل ماسبق، فلا شك أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفالنا، لكنّ توجيههم إلى استخدامه كأداة مساعدة لا بديلة عن التفكير والبحث هو مسؤولية تقع على عاتق الأهل والمربين.

وبحسب الأخصائية لانا قصقص، فإن الحل لا يكمن في المنع، بل في تنمية وعي الطفل، وتعزيز استقلاليته الفكرية، وتمكينه من أدوات التحليل والمناقشة، ليظل حاضر الذهن، منفتح العقل، وقادرًا على التعبير عن ذاته في عالم سريع التغير.

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم.. الإمارات تقود العالم للتغيير

 

footer-banner
foochia-logo