قبل أسابيع قليلة من الزفاف، وبين ترتيبات الفرح وتجهيزات التفاصيل الصغيرة، قد تتسلل إليكِ مشاعر غريبة لا تشبه الحماسة التي كنتِ تتوقعينها.
شعور غامض بالندم، أو شكوك غير مبررة، أو حتى رغبة عميقة في التراجع، وقد تهمسين لنفسك بخوف: "هل أنا فعلًا مستعدة لهذا الزواج؟ هل أنا مع الشخص المناسب؟".
هذه الأسئلة لا تعني بالضرورة أن هناك خطبًا ما بكِ، بل قد تكون إشارة صادقة من داخلك تستحق الإصغاء.
من الشائع أن يشعر المقبلون على الزواج بتوتر وقلق في الفترة التي تسبق اليوم الكبير. لكن الفرق الجوهري بين القلق الطبيعي والندم الحقيقي يكمن في نوعية المشاعر واستمراريتها.
القلق الطبيعي يشبه رهبة الامتحان أو الخوف من التغيير، وغالبًا ما يتلاشى مع الدعم والتطمينات.
أما الندم الحقيقي، فيظهر على شكل شعور مستمر بعدم الارتياح، وصراع داخلي لا تهدأ حدّته، وربما حتى رغبة صريحة في التراجع، تتكرر رغم محاولات التبرير والسكوت.
توقفي قليلًا، بعيدًا عن الضغوط الخارجية، واطرحي على نفسك أسئلة جوهرية:
بحسب دراسة نُشرت في Journal of Family Psychology، فإن النساء اللواتي شعرن بالريبة قبل الزواج وتجاهلن تلك المشاعر كنّ أكثر عرضة لتجربة زيجات غير مستقرة لاحقًا. التجاهل لا يُطفئ القلق، بل يؤجله. لذلك، لا تهملي إشارات مثل الشعور بالاختناق، أو غياب الشغف، أو التوتر المستمر في العلاقة.
لا تحملي هذا العبء وحدكِ، تحدثي مع شخص ناضج وموضوعي تثقين به، سواء كان صديقة مقرّبة، أم أحد أفراد العائلة، أم حتى معالجًا نفسيًا. أحيانًا، مجرّد التعبير عن هذه المخاوف بصوتٍ عالٍ يمكن أن يبدّد الغموض ويوضح لكِ حقيقة ما تشعرين به.
أكثر ما يُقيّد الفتاة في مثل هذا الموقف هو الخوف من "كلام الناس"، أو الإحراج الاجتماعي، لكن الزواج قرار مصيري، والندم بعد الزواج أثقل بكثير من التردد قبله، إن التراجع في الوقت المناسب، إذا كان عن وعي وبصيرة، هو شجاعة وليست ضعفًا، الحياة قصيرة، ولا تستحق أن تُقضى في علاقة لا تشعرين فيها بالحب والسكينة.
الزفاف ليس النهاية السعيدة في قصة الحب، بل بدايتها. فإذا لم يكن قلبك مطمئنًا، فلا تدفعي بنفسك نحو بداية تفتقر إلى اليقين. ثقي بصوتك الداخلي، فهو أصدق ما تملكين. وإن احتجتِ للمزيد من الوقت، أو حتى لإعادة التفكير، فافعلي ذلك دون خجل. ما دمتِ تبحثين عن الحب الحقيقي، فثقي أنكِ تستحقينه... من غير تردد، ومن غير ندم.