header-banner
علاقات

الابتعاد المؤقت في العلاقات.. هل هو صحي؟

علاقات
فريق التحرير
16 أبريل 2025,10:00 ص

في خضمّ العلاقات العاطفية، حيث تختلط المودّة بالتحديات، والتفاهم بالتوتر، كثيرًا ما نجد أنفسنا نتساءل: هل الحبّ الحقيقي يعني البقاء المتواصل دون انقطاع؟ أم أن المسافة أحيانًا تُصلح ما تُفسده كثافة القرب؟

بين لحظات الاندماج الكامل ولحظات الانفصال العاطفي، تظهر فكرة "الابتعاد المؤقت" كحلّ يبدو مربكًا للوهلة الأولى، لكنه قد يكون في بعض الحالات خطوة ضرورية لإعادة التوازن والنظر من زوايا جديدة.

ليس الحديث هنا عن الفراق أو التخلّي، بل عن استراحة مؤقتة يتنفس خلالها كل طرف بعيدًا عن ضجيج العلاقة، ليصغي إلى صوته الداخلي، ويعيد اكتشاف ما يريده حقًا من الشريك، ومن نفسه. فالعلاقات، مهما بلغت قوتها، تحتاج أحيانًا إلى مساحة صغيرة، لا للهرب، بل لفهم أعمق، ونضج أكبر، وقرار أوضح.

الفاصل العاطفي: متى يكون صحيًا؟

dc948dd5-ad05-4cdc-a8fc-cfafece171d5

ليس كل ابتعاد دلالة على الانفصال أو تراجع المشاعر. في بعض الأحيان، يكون الابتعاد المؤقت خطوة ناضجة لإعادة ترتيب المشاعر، وتقييم طبيعة العلاقة، ومنح الذات مساحة للتنفس.

الابتعاد الصحي يحدث حين يكون متفقًا عليه، ومبنيًا على نية واضحة لتحسين التواصل أو استيعاب الاختلافات، لا على الرغبة في الهروب أو التلاعب العاطفي.

إليك المؤشرات التي تدل على أن العلاقة قد تحتاج إلى فاصل مؤقت:

  • تكرار الخلافات على نفس المواضيع دون حلول فعلية.
  • الشعور المستمر بالإرهاق أو الانزعاج العاطفي عند التفاعل مع الطرف الآخر.
  • ضياع الإحساس بالذات أو الأولويات الشخصية داخل العلاقة.
  • التعلق الزائد الذي يتحوّل إلى اعتماد نفسي يضر بالطرفين.

في هذه الحالات، قد يكون الابتعاد المؤقت بمثابة "إعادة تشغيل" للعلاقة، يتيح لكلا الطرفين رؤية أوضح للواقع، بعيدًا عن ضجيج الانفعال اليومي.

ماذا يحدث خلال فترة الابتعاد؟

لا يجب أن يُنظر إلى الفاصل المؤقت على أنه فراغ سلبي أو تهديد مباشر لاستمرارية العلاقة. بل هو فرصة للتأمل.

استكشاف الذات

ماذا أريد حقًا؟ هل أفتقد الشخص أم فقط أفتقد فكرة العلاقة؟

تحليل نمط العلاقة

هل العلاقة قائمة على الدعم المتبادل؟ أم على محاولات مستمرة للتغيير القسري للطرف الآخر؟

تقييم الحدود الصحية

هل توجد مساحة شخصية كافية في العلاقة؟ أم أن كل طرف يشعر بالاختناق؟

أخبار ذات صلة

الرغبة بالتحكم في العلاقات.. بداية النهاية!

شروط نجاح الابتعاد المؤقت

لكي لا يتحوّل الفاصل العاطفي إلى بداية الانهيار، يجب أن يتم بضوابط واضحة واتفاق صريح بين الطرفين، منها:

الاتفاق على المدة

حتى لا يتحوّل الابتعاد إلى حالة من الغموض المؤلم.

تحديد الغرض من الفاصل

هل الهدف التقييم؟ تهدئة النفوس؟ أم التفكير في قرارات مصيرية؟

الاحترام المتبادل خلال الفترة

دون تشهير، أو ضغط، أو استغلال الحالة العاطفية للطرف الآخر.

متى يكون الابتعاد مؤشرًا إلى الانفصال؟

إذا كانت فترة الابتعاد مليئة بالراحة للطرفين أكثر من وجودهما معًا، أو إذا لم تظهر رغبة حقيقية في العودة وتحسين العلاقة، فقد تكون تلك إشارة إلى أن العلاقة وصلت إلى نقطة النهاية الطبيعية. أحيانًا، يكون الابتعاد وسيلة لفهم أن الحب لا يعني دائمًا الاستمرار، وأن الانفصال في بعض الحالات هو الخطوة الأصح لكلا الطرفين.


العلاقات العاطفية، مهما بلغت قوتها، تحتاج إلى مساحات للتنفس. ليست كل استراحة فشلًا، بل قد تكون فرصة للنمو الشخصي وتجديد الرابط بين الطرفين. المهم هو أن يتم الابتعاد المؤقت بوعي ونضج، لا كرد فعل عاطفي لحظي أو تهديد مستتر.

فكما أن النفس تحتاج إلى الهدوء بعد العاصفة، قد تحتاج القلوب أحيانًا إلى الصمت كي تعيد اكتشاف ما يسكنها فعلًا.

أخبار ذات صلة

الاختفاء المفاجئ في العلاقات.. الانفصال الصامت

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo