في العلاقات الصحية، سواء كانت مهنية أو عائلية أو عاطفية، لا يعني غياب الخلاف تمامًا أنها مثالية، بل إن الخلافات البسيطة أمر طبيعي بين البشر.
لكن عندما تتحول المواجهات إلى سلوك متكرر من طرف معين، وتصبح الصراعات معه جزءًا من يومك، فهذا مؤشر على أنك أمام شخصية محبة للصراع أو ساعية له.
تكمن الصعوبة الحقيقية في أن العلاقة مع هؤلاء الأشخاص غالبًا ما تكون علاقة متشابكة أو قائمة على الاعتماد المتبادل، ما يجعل تجنبهم شبه مستحيل.
فقد يكون زميل عمل تَحتاج إلى معلومات منه لإنجاز مهامك، أو يكون طفلًا أنت مسؤول عن تربيته، أو شريك حياة له دور أساسي في الأسرة.
الأشخاص الباحثون عن الصراع قد يتصرفون بهذه الطريقة لأسباب متعددة، منها:
من المهم أن تدرك أن الأمر ليس شخصيًا ضدك، حتى وإن أثر عليك بشكل مباشر. فالشخص الذي يفتعل الخلاف معك على الأرجح يفتعله مع غيرك أيضًا، إذ إن سلوكياته جزء من أسلوبه العام في التعامل مع الآخرين.
أحد أكثر الأخطاء شيوعًا عند التعامل مع محبي الصراع هو الوقوع في فخ الاستجابة بأسلوب JADE، أي:
قد يدفعك الطرف الآخر إلى تبرير موقفك أو الدفاع عن نفسك أو الدخول في جدال بلا نهاية، لكن الحقيقة أن محاولة إقناع شخص لا يريد أن يقتنع مضيعة للطاقة. هؤلاء الأشخاص غالبًا يفتقرون للمنطق أو الوعي الذاتي بمشكلاتهم، وليس لديك القدرة على تغيير ذلك.
الأشخاص الباحثون عن الصراع قد لا يتغيرون بسهولة، لكنك تستطيع أن تغيّر أسلوب تعاملك معهم لتقليل الأثر السلبي على حياتك. الهدف ليس كسب الجدل، بل الحفاظ على سلامك النفسي، وإنهاء التفاعل معهم بأقل خسائر ممكنة.