ليست العلاقات بين البشر، وخاصة العاطفية منها، سهلة دائمًا. لهذا، فإن احترام الذات هو مفتاح من مفاتيح السعادة في أي علاقة.
لا شك في أننا سمعنا جميعًا هذه العبارة "يحتاج الحب إلى تفاهم وتنازل ليكون ناجحاً"، وهي صحيحة تمامًا، إنما لا يمكن تحقيق ذلك إلّا من خلال احترام الذات أولًا.
في حال كنت أنتِ من يعطي دائمًا في علاقتك مع شريكك، بينما هو لا يبادر أبداً بالمثل، عندها، لن يهم كم أنت متسامحة أو مهتمة بهذه الشراكة، لأنك لن تستطيعي الحفاظ على سعادتك في هذه العلاقة. وهنا يأتي دور احترام الذات.
كيف يسهم احترام الذات في تحسين العلاقة؟
إليك الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحقيق احترامك لذاتك أثناء العلاقة العاطفية، ولماذا يجعل العلاقة أفضل:
من أين يبدأ فقدان احترام الذات؟
عندما تبدئين بالشعور بأن شريكك هو أفضل منك، سيبدأ احترامك لذاتك بالتزعزع خاصة في المواقف التي تجمعكما معًا. وسوف تسعَين دائمًا لإرضائه فقط كي تشعري بأنك تستحقين اهتمامه وعاطفته.
تأكدي أنكِ عندما تعطين أكثر مما تأخذين في العلاقة، ستبدئين تدريجياً في فقدان احترامك لذاتك.
إليك خمس حالات قد تنشأ بسبب تدني احترام الذات:
- تفقدين صوتك في العلاقة، حيث تُتخذ القرارات بدون موافقتك أو حتى علمك. وسيبدو الأمر وكأنه علاقة مع أحد الوالدين، لأنك لم تعودي تمتلكين قراراتك الشخصية.
- تصبحين دمية وتسيرين بخنوع خلف شريكك لأنك تقتنعين بأنك لا تملكين شيئًا ذا قيمة لإضافته إلى هذه العلاقة.
- لا يتم أخذ رأيك على محمل الجد من قبل الأشخاص الذين يهمك أمرهم. وقد ينتهي بك الأمر وكأنك مجرد إكسسوار يكمّل الصورة، ذلك أن آراءك لا تقدم قيمة ولا يمكن أن تشكّل اعتراضاً.
- تعتقدين أنك لا تستحقين. إذ بدلاً من أن تعيشي علاقة متوازنة مليئة بالحب المتبادل، سوف تقتنعين بأن شريكك يستحق شخصاً أفضل منك بكثير.
- يبدأ الحب في الانهيار عندما يبدأ شريكك بالشعور بأنه يستحق شخصًا أفضل، لأنك "لست جيدة بما فيه الكفاية". ومن جهتك، تشعرين بالاختناق والارتباك، وإذا حاولت التعبير عن رأيك، فقد يثير ذلك غضبه لأنه لا يراك جديرةً حتى يستمع إليك.
خطوات لكسب احترام الذات في العلاقة
إن احترام الذات لا يُكتسب إلا عندما تؤمنين بنفسك حقًّا و بقدراتك. لذا، افعلي ذلك بكل صدق، واستخدمي هذه الخطوات الخمس لاستعادة احترامك لذاتك وبالتالي احترام الآخرين لك:
- الأمر يستغرق وقتًا. عليك أولًا أن تقرري وتستعدّي لتصبحي شخصاً جديداً، وإذا تطلّب الأمر خسارة بعض الأشخاص الذين لا يحترمونك، فليكن.
- استعّدي للمواجهة. إن الأشخاص الذين سوف يعارضون تغيّرك هم غالباً من كانوا يستغلونك ويتلاعبون بك؛ ما أضعف احترامك لذاتك. إن من يهتم بك حقًا سيفرح لرؤية النسخة الجديدة منك.
- ضعي حدودك. إن الطريقة الأسهل للاستغلال هي عندما يختبرك شخص ما بطلب خدمات بسيطة، والتي تكبر مع الوقت. لا تسمحي للآخرين بتجاوز الحدود التي تضعينها، وتعلّمي أن تقولي "لا" لمن يحاول استغلالك، حتى في أبسط الأمور.
- أهميتك أنت. هل تعطي ذاتك القدر ذاته من الأهمية الذي تعطينه لشريكك أو لأصدقائك؟ يجب أن تبدئي في التركيز على سعادتك أولاً.
- آمني بنفسك. يبدأ ضعف احترام الذات عندما تبدئين في الشك بنفسك وبقدراتك. حسّني ما ترينه عيوباً فيك، واستعيدي ثقتك بنفسك من جديد.
إذا كنت تحترمين ذاتك، فسوف تؤمنين بأنك شخص ذو قيمة، وستدركين بأنك تستحقين الحب والاحترام، ليس فقط من نفسك بل من الجميع. وعندما تفرضين احترامك على شريكك والآخرين من حولك، عندها سيبدون تقديراً أكبر لك ويأخذونك على محمل الجد أكثر. إن ما يجب أن تفهمينه هو أنك إذا لم تحترمي نفسك، فلن يحترمك شريكك أبدًا.