header-banner
أمومة

5 خطوات لإصلاح علاقتك المتوترة بأولادك المراهقين

أمومة
فريق التحرير
22 أبريل 2025,8:00 ص

تُعدّ العلاقة بين الوالدين وأبنائهم المراهقين من أكثر العلاقات حساسية وتعقيدًا، وذلك نتيجة لتضارب الاحتياجات والتوقعات في هذه المرحلة الدقيقة من النمو. فإذا شعرتِ بأن علاقتك بابنك تمر بفترة من التوتر أو البُعد، فقد حان الوقت لإعادة اكتشافه واحتضانه من جديد، لا كطفل صغير، بل كشخص يتشكل وينضج أمام عينيك.

تتميز سنوات المراهقة بطابعها الحاد والمضطرب؛ إذ يواجه الأبناء خلالها تحديات كبيرة؛ من ازدياد الضغوط الدراسية، إلى محاولة فهم العلاقات الاجتماعية، والرغبة في الاستقلال، وحتى القلق بشأن المستقبل. وكل هذه العوامل لا تؤثر فقط على مشاعرهم وسلوكهم، بل تنعكس بشكل مباشر على علاقتهم بالوالدين.

ولكي تحافظي على صلة قوية بابنك المراهق، فإن البداية تكمن في فهم أعمق لاحتياجاته النفسية والعاطفية، والبحث عن الطرق المناسبة لتلبيتها. حين تنجحين في رؤية العالم من منظوره، بكل ما فيه من قلق وحماسة وتردد، فإنك تضعين الأساس لعلاقة أكثر نضجًا ومرونة، ولحوار مفتوح قادر على الصمود أمام عواصف المراهقة وتقلّباتها.

5 استراتيجيات داعمة لإصلاح علاقتك مع المراهق

155d6e73-1188-4776-bf25-532025b51300

1.  تمييز محاولات ابنك المراهق للتواصل واستقبالها إيجابياً

يستند مصطلح "محاولات التواصل" إلى أفكار الدكتور جون غوتمن، مؤلف كتاب "تربية طفل ذكي عاطفيًا". ويُقصد به تلك المبادرات الصغيرة التي يقوم بها أحد أفراد الأسرة – وغالبًا الأبناء – بحثًا عن المودة أو الانتباه أو مجرد لحظة من التواصل.
قد تأتي هذه المحاولات في أبسط صورها: دعوة للخروج في نزهة، مشاركة صورة مضحكة، عرض رسمة جديدة، أو حتى طلب عناق. إنها إشارات ناعمة، لا تخضع لقواعد أو حدود، لكنها تحمل الكثير من المشاعر في طيّاتها.

الاستجابة لتلك المحاولات – حتى لو لم تكن مثالية دائمًا – تلعب دورًا محوريًا في تقوية الروابط بين الوالدين وأبنائهم. ليس المطلوب أن نوافق في كل مرة، لكن المهم ألا نتجاهل. إذا لم يكن الوقت مناسبًا، يمكن ببساطة توضيح ذلك ووعد الطفل بلحظة لاحقة للتواصل.

خاصة في سن المراهقة، قد يشعر الأبناء بالهشاشة عند محاولة فتح باب الحديث أو التقرب من الأهل، ويصعب عليهم تقبّل التجاهل أو الرفض؛ ما قد يدفعهم إلى الانسحاب أو حتى السلوك بعدوانية، فقط ليخفوا شعورهم بالخذلان.
لذا، حين يطرق ابنك باب قلبك بمحاولة تواصل، كوني مستعدة لقول "نعم" إن استطعتِ، أو على الأقل "لاحقًا، لكنني أراك وأهتم".

2. تحديد لغة الحب الخاصة بابنك المراهق

إن فهم ما يجعل ابنك يشعر بالحب هو أمر أساسي لتقوية العلاقة بينكما. ويوضح الدكتور غاري تشابمان في كتابه ”لغات الحب الخمس“، أن الحب يُعبَّر عنه ويتم استقباله بخمس طرق رئيسة: 

  1. المساعدة، كما في الأعمال المنزلية مثلاً أو في تقديم خدمة ما.
  2. تقديم الهدايا
  3. اللمس، كالعناق أو التربيت على الكتف مثلاً
  4. قضاء الوقت كالجلوس والتحدث بعمق، أو اللعب معًا، أو مشاهدة فيلم ومناقشته.
  5. استعمال كلمات الدعم مثل المديح والتشجيع، سواء  كانت منطوقة أو مكتوبة.


من المهم معرفة لغة الحب التي يتحدث بها ابنك، فهو لن يشعر بحبك إذا عبّرت عنه بلغة لا يتحدثها.

أخبار ذات صلة

اكتشف لغات الحب الخمس لتقوية علاقتك العاطفية

3. منح ابنك المراهق بعض المساحة

من الطبيعي أن يدفعك حبك وحرصك إلى الرغبة في معرفة كل تفاصيل حياة أبنائك. لكن مع مرحلة المراهقة، تصبح الخصوصية حاجة أساسية لنموهم النفسي واستقلالهم. فهم في هذه المرحلة يسعون لتكوين هوية منفصلة، وتجربة مساحة خاصة بهم. ومع ذلك، تبقى هناك حدود، وإذا تحولت الخصوصية إلى انعزال مفرط، فقد تكون هذه إشارة تستحق التوقف عندها، خاصة إذا بدا أن ابنك لا يغادر غرفته إلا نادرًا، أو يقضي معظم وقته أمام الشاشات.

من المهم أن نضع الأمور في سياقها؛ أحيانًا تكون الشاشات وسيلتهم الوحيدة للتواصل مع الأصدقاء أو الترفيه، وربما يمرون بفترة من الضغوط العاطفية أو الدراسية تدفعهم للانسحاب مؤقتًا.

منح المراهقين مساحة من الاستقلالية لا يعني الانسحاب من حياتهم، بل هو تدريب لهم على بناء الثقة بالنفس، والتعامل مع التحديات اليومية بمفردهم.

هم يحتاجون أن يشعروا بأن لديهم فسحة للتجربة والخطأ، لحل مشكلاتهم الصغيرة بأنفسهم؛ وهو ما يساعد على بناء المرونة والقدرة على اتخاذ القرار.

لكن إن لاحظتِ مؤشرات مقلقة – كالسلوكيات المؤذية أو الإدمان أو التغيرات الحادة في المزاج – فهنا يأتي دورك في التدخل بحزم وحنان في آنٍ واحد.

2388371c-3dde-4cd0-9375-34cba8d57e3e

4. كوني له الخطة البديلة دائماً

صحيح أن أغلب المراهقين يفضّلون تمضية أوقاتهم مع أصدقائهم، لكن هذا لا يعني أنهم لا يحتاجون إلى قرب والديهم. فالدراسات تؤكد أن وجود شخص بالغ داعم وثابت في حياتهم يُحدث فرقًا جوهريًا في استقرارهم النفسي وتطورهم العاطفي.

لهذا، عندما تتعثر خططهم أو يُلغى موعد طال انتظاره مع الأصدقاء، لا تترددي في أن تكوني الخطة البديلة. قد يبدون غاضبين أو محبطين، لكن هذا الانفعال غالبًا لا يرتبط بك، بل ينبع من شعورهم بالخذلان أو الرفض من الطرف الآخر.

وفي تلك اللحظات بالذات، يصبح دعمك الصامت أو حضورك الحنون أكثر تأثيرًا مما تتخيلين. إنها فرصة ثمينة لتعزيز العلاقة معهم، وبناء ثقة تبقى راسخة في ذاكرتهم لسنوات طويلة.

5. إدارة المشاعر القوية

الحاجة إلى الخصوصية، والرغبة في قضاء الوقت مع الأصدقاء، ليست رفاهية عند المراهقين، بل هي أساسية لنموهم العاطفي والاجتماعي. وعندما لا يتمكّنون من تلبية هذه الاحتياجات، تظهر ردود فعلهم في شكل غضب أو انفعالات حادة داخل المنزل؛ لأنه ببساطة يمثل المكان الأكثر أمانًا للتنفيس عن مشاعرهم.

في مثل هذه المواقف، من المهم ألا نركّز فقط على تصرفاتهم، بل على ما خلفها من مشاعر مضطربة. علينا أن نتحدث معهم عن كيفية التعامل مع مشاعر الإحباط والغضب، وفي الوقت ذاته، لا نغفل عن إدارة مشاعرنا نحن كأهل، حتى لا يتحول التوتر إلى دائرة مغلقة.

هناك أدوات فعالة يمكن أن تساعد في تهدئة الأجواء وتخفيف حدة الصراعات، منها: ممارسة الرياضة بانتظام، التحلّي باليقظة الذهنية، أخذ فترات راحة عند الحاجة، وكذلك توضيح التوقعات بشكل مبكر لتجنّب سوء الفهم. كل ذلك يخلق بيئة أكثر توازنًا، تعزز الحوار بدلاً من التصادم.


في النهاية، تبقى سنوات المراهقة فترة حساسة تتطلب منا صبرًا ووعيًا أكثر من أي وقت آخر. فكل لحظة إنصات، وكل رد فعل متزن، هو خطوة نحو بناء علاقة أقوى مع أبنائنا، علاقة قوامها الثقة والقبول والدعم في كل الظروف. 

أخبار ذات صلة

لماذا يحتاج طفلك أن يراكِ تخطئين أحياناً؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo