يكمن سحر الاكتشاف الحقيقي في السفر حين تبحث عن وجهات غير مألوفة، تتجاوز المعتاد، وتأخذك إلى عالم خاص، استكشاف تلك المناطق التي تحمل في طياتها قصصاً عريقة، وأسراراً تستمع بها كسائح.
لذا، فإن اختيار وجهة مختلفة مثل مدينة ماتشو بيتشو القديمة في بيرو ليس مجرد رحلة سياحية، بل هو غوص في أعماق الماضي، واستكشاف الدهشة للهندسة المعمارية في المكان.
هذه المدينة تضم مجموعة من الأحجار القديمة العريقة في المباني، والشاهدة على براعة وإبداع شعب الإنكا، الذين شيّدوا صرحاً شامخاً على ارتفاع شاهق بين الغيوم.
إذا اخترت منطقة مدينة ماتشو بيتشو تعرّف على أبرز الأماكن فيها:
في الجانب الغربي من ماتشو بيتشو، يقع المعبد الرئيس الذي يعد قلب المدينة الروحي والطقسي.
يتميز هذا المعبد ببنائه المتقن من الحجارة الضخمة، ويضم مزاراً قديماً يعتقد بأنه كان المكان الذي يقدم فيه الإنكا قرابينهم وتضحياتهم. كان هذا الموقع مركزاً لعبادة إله الشمس لدى الإنكا، الذي كانوا يعتبرونه مصدر الحياة والنور.
ويمكنك تخيل الطقوس والشعائر التي كانت تقام هنا قبل مئات السنين، فالصمت الذي يلف المكان يدعو للتأمل في عظمة الحضارة التي بنته وفي الأسرار التي لا تزال تكتنفها.
أمام المعبد الرئيس، ينتشر الحي السكني الذي يضم مجموعة من المنازل المكونة من طابقين.
هذه البيوت متلاصقة وتتصل ببعضها البعض عبر شوارع ضيقة ومتعرجة، كانت هذه المنازل تأوي سكان ماتشو بيتشو، الذين كان معظمهم من المزارعين الذين عملوا في المدرجات الزراعية المحيطة بالمدينة.
والشوارع الضيقة كانت بمثابة شرايين حيوية تربط أجزاء المدينة المختلفة، وتؤدي في النهاية إلى المدرج العلوي الذي يطل على الوادي.
وبإمكان السياّح التجول في هذه الأزقة، إذ يمكن تصور الحياة اليومية في هذه الشوارع التي صمدت عبر القرون.
ماتشو بيتشو، أو "المدينة المفقودة للإنكا"، لغز ساحر يثير الفضول العلماء وموقعها الاستثنائي في قلب جبال الأنديز، وهندستها المعمارية المذهلة، وتاريخها الغامض يجعلها مكاناً مميزاً لاختياره في وجهتك المقبلة.