رغم المتعة التي يشعر بها الجميع عند السفر بالطائرة، لِما توفره من سرعة وراحة في الوصول إلى وجهات متنوعة، فإن عددًا من المسافرين غالبًا ما يشتكون من البرد داخل المقصورة.
وفي حين يحاول البعض ارتداء ملابس إضافية وإغلاق فتحات التكييف ووضع الأغطية، إلا أن الإحساس بالبرودة يظل أمرًا مفروغًا منه بمجرد ارتفاع الطائرة.
وفقًا لِما ورد في تقرير "هافينغتون بوست"، فإن هناك عدة أسباب وراء هذه الظاهرة، بعضها يخدم راحة وسلامة الركاب بشكل مباشر.
أحد أسباب الشعور بالبرد داخل الطائرة هو نظام التحكم في درجة الحرارة، والذي يعمل بناء على قراءات مستشعرات موزعة في أماكن مختلفة من الطائرة.
والمشكلة أن هذه المستشعرات قد تكون موجودة في أماكن لا تعكس درجة الحرارة الفعلية في كل أنحاء المقصورة، فإذا كان أحد المستشعرات قريبًا من مصدر حرارة، مثل الأجهزة الكهربائية أو أضواء الإضاءة، فقد يسجل أن الجو دافئ أكثر مما هو عليه فعلاً.
ونتيجة لهذه القراءة غير الدقيقة، يعتقد النظام أن درجة الحرارة مرتفعة، فيقوم بتشغيل نظام التبريد بقوة أكبر مما يلزم، فيصبح الجو أبرد من اللازم، خاصة في مناطق معينة، بينما قد تبقى مناطق أخرى بدرجة حرارة مختلفة. هذا التفاوت هو ما يجعل بعض الركاب يشعرون بالبرد المبالغ فيه أثناء رحلة الطيران.
عندما تطير الطائرة على ارتفاعات عالية، تكون درجات الحرارة في الخارج شديدة الانخفاض، قد تصل إلى حوالي -50 درجة مئوية.
ورغم أن أنظمة الطائرة مصممة للحفاظ على درجة حرارة مريحة داخل المقصورة، فإن الفرق الكبير بين الحرارة في الداخل والخارج يمكن أن يؤثر أحيانا، خصوصا على الركاب الجالسين قرب الأبواب أو النوافذ، إذ قد يحدث تسرب بسيط للهواء البارد من الخارج.
أيضا، تبريد المقصورة المتعمد ليس مجرد راحة، بل هو لأسباب صحية وأمنية، إذ في حال ارتفعت حرارة المقصورة كثيرًا مع انخفاض ضغط الهواء الموجود على هذا الارتفاع، قد تزداد احتمالية شعور الركاب أو طاقم الطائرة بالدوخة أو الإغماء.
ولهذا، فإن الحفاظ على جو أبرد داخل الطائرة يساعد على تقليل هذا الخطر ويُبقي الجميع في حالة وعي واستقرار.
الهواء داخل الطائرة يكون جافًّا جدًا؛ ما يسبب جفافًا في الحلق أو الجلد، وإذا كانت المقصورة دافئة، يفقد الجسم السوائل بسرعة أكبر؛ ما يزيد الشعور بالجفاف والتعب.
لذلك، تبريد الجو داخل الطائرة يُسهم في تقليل فقدان السوائل، ويمنح الركاب راحة أكثر خلال الرحلة، خاصة في الرحلات الطويلة.
كما أنه في الأجواء الدافئة، تزداد طاقة الجزيئات المسببة للرائحة؛ ما يجعل الروائح الكريهة أكثر قوة وانتشارًا. وفي مقصورة مزدحمة، لا مفر من وجود بعض الروائح غير المستحبة.
لذا، فإن الحفاظ على برودة المقصورة يساعد على تقليل قوة هذه الروائح وجعل الأجواء أكثر انتعاشًا ونظافة للركاب؛ ما يحسن تجربة السفر بشكل عام.