الإنسان كائن اجتماعي، ما يعنيه هذا الوصف هو أن أي علاقة، لكي تكون مثمرة أو ناجحة، لا بد أن تتضمن قدراً من التفاعل الاجتماعي والتواصل.
فالتواصل هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع من خلالها التعبير عن أفكارنا وبناء علاقات ذات معنى مع من حولنا.
في كثير من الأحيان، ما يحدد نظرة الآخرين لشخص ما أو حجم الفرص التي تُتاح له، هو قدرته على التعبير عن نفسه، واستعمال المهارات الاجتماعية لإيصال أفكاره.
فليس كل الناس يمتلكون المقدرة على تكوين علاقات مع الغرباء، ولهذا السبب لا يؤخذ العديد من الأشخاص الموهوبين على محمل الجد كما ينبغي.
في مواقع القيادة المختلفة، يميل الناس إلى البحث عن أشخاص يتمتعون بالكاريزما، والجرأة، والجاذبية، أولئك الذين يمتلكون سرعة البديهة والقدرة على بدء محادثة مع شخص لم يسبق لهم التعرف إليه من قبل.
لكن، بسبب عوامل عدة، قد يجد بعض الأفراد صعوبة في إجراء أبسط الأحاديث مع أناس لا يعرفونهم، مما يدفع الآخرين أحياناً إلى الحكم عليهم بالعجز أو بعدم الكفاءة.
وإذا كنت ممن لا يعرفون كيف يتحدثون إلى الغرباء أو يشعرون بعدم الارتياح حيالهم، فلا داعي للشعور بالخجل. إذ إن هناك ملايين الأشخاص ممن يشعرون بعدم الارتياح عند التعامل مع الغرباء.
كيف تبدأ الحديث مع الغرباء دون إحراج؟ إليك بعض النصائح التي أعددناها وفقاً لموقع coachhub.
يشكل التواصل العمود الفقري لأي تفاعل بشري. وتعتمد فاعلية أي علاقة على مدى قدرة الأطراف المختلفة على التعبير عن أفكارهم ونقل رسائلهم بوضوح إلى المستمع أو المراقب.
ومن دون أن ننتبه، فإن أدمغتنا تعالج كماً هائلاً من المعلومات التي نحصل عليها من الأشخاص الذين نتفاعل معهم يومياً. وتكوّن تفاعلاتنا أنماطاً تُفسر بواسطة العقل الباطن، مما يشكل أساساً لأي تفاعل لاحق.
ولهذا السبب، من المهم أن نكون واعين للطريقة التي نتواصل بها مع الأشخاص الذين نرغب في بناء علاقات معهم.
وغالباً لا يدرك الناس أن التواصل غير اللفظي وسيلة فعالة جداً لنقل الرسائل من دون الحاجة إلى الكلام.
فالأشخاص الذين تتحدث معهم يلاحظون لغة جسدك، وتصرفاتك، وما تقوم به، حتى وهم يُصغون إليك. وغالباً ما تكون التصرفات أكثر صدقاً من الكلمات، حتى لو لم تكن تقصد ذلك.
عند الدخول في محادثة كوسيلة للتواصل، من الضروري ممارسة التعاطف والإصغاء الفعّال للآخرين. فالبشر يكونون أكثر استعداداً للبوح وبناء الثقة عندما يعلمون أنهم يُصغى إليهم.
يُعد الخوف من الرفض من أبرز العوامل التي تمنع الناس من بناء علاقات مع الآخرين. ففي الأماكن العامة، قد يمنعك هذا الخوف من الاقتراب من شخص غريب، حتى لو جذبك.
يعاني الكثير من الناس من هذا الخوف، سواء أدركوا ذلك أم لا، وغالباً ما يؤدي هذا إلى الندم لاحقاً.
وهناك أسباب متعددة وراء خوف الفرد من الرفض، وقد يزداد هذا الخوف سوءاً إذا تُرك من دون مواجهة لفترة طويلة.
مع الاعتراف بأن القضاء على الخوف من الرفض ليس بالأمر السهل أو الفوري، إلا أن هناك بعض النصائح التي قد تساعد في التخفيف منه، أبرزها:
يشير ضبط النفس إلى قدرة الشخص على التعرف إلى ردود أفعاله العاطفية والسيطرة الواعية عليها.
وهي القدرة والاستعداد للمضي قدماً على الرغم من التحديات.
بعضنا يلجأ إلى التجنب كوسيلة لمواجهة مشكلاته، بما في ذلك الخوف من الرفض. غير أن هذا لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور مع الوقت.
وفي مواجهة الخوف من الرفض، يمكن دوماً اللجوء إلى المساعدة، فلا أحد يستطيع أن يحل جميع مشكلاته بمفرده.
لا توجد قاعدة محددة ينبغي اتباعها عند بدء محادثة مع شخص غريب. فكل فرد مختلف عن الآخر، ولكل منا طريقته الفريدة في التفاعل.
ومع ذلك، توجد بعض الأساليب التي يمكن اعتمادها لتسهيل كسر الجليد وجعل اللقاء الأول أكثر راحة:
الجميع يحب أن يُمتدح، فالناس يريدون أن يعرفوا أنهم يقومون بشيء جيد، والمجاملات الصادقة تُعد وسيلة فعالة لاجتياز العقبة الأولى في بدء الحديث.
بعض الأشخاص يكونون أكثر استعداداً للمشاركة في الحديث عندما يعرفون من أنت. فليس الجميع يشعر بالراحة عند بدء محادثة مع شخص مجهول، ولذلك فإن تقديم نفسك يُسهل على الطرف الآخر أن يقدم نفسه هو الآخر، وتبدأ بذلك المحادثة.
إن طلبك لرأي غريب هو وسيلة رائعة لاختيار موضوع مشترك يمكن مناقشته، كما أن ذلك يُشعره بالأهمية، ويُظهر تواضعك واستعدادك للتعلم.
الضحك يساعد على بناء روابط بين الناس، والنكتة الخفيفة المهذبة تُسهم في خفض دفاعات الآخر وتجعله أكثر انفتاحاً واستجابة.
تُبنى الروابط الحقيقية بين الناس عندما يكون هناك احترام متبادل من الطرفين. ومن الصعب أن تُنشئ علاقة ودية مع شخص لا تكن له احتراماً، ويتطلب بناء الألفة جهداً وصبراً، فلا يمكن خلق علاقة ذات مغزى من العدم.
لا بد من وجود أرضية مشتركة يشعر فيها الطرفان بالراحة الكافية للتعبير عن أنفسهما وتبادل الأفكار. ومن خلال الاستماع والتعاطف في الردود، تزيد فرصتك في ترك انطباع عميق لدى الآخر.
وفي الختام، تذكر: تُعد المهارات الاجتماعية ضرورية لبناء علاقات صحية والحفاظ عليها.
فالأشخاص الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية جيدة هم الأقدر على إنشاء روابط تمكنهم من تحقيق أهدافهم في الحياة. ومثلها مثل معظم الأمور في الحياة، فإن المهارات الاجتماعية يمكن تعلمها واكتسابها من خلال التدريب الرقمي.