تمرّ على النساء فترات يبدو فيها أن الحياة قد أغلقت أبوابها، فتصبح الهزائم أكثر حضورًا من الإنجازات، والخسارات تتوالى بلا هوادة.
سواء كانت صدمة عاطفية، أو انهيارًا مهنيًا، أو حتى خيبة أمل في صداقة وثقت بها، تمرّ كل امرأة بمحطات صعبة قد تُفقدها توازنها وتغرقها في دوامة من الضعف والانكسار.
لكن بين طيات الألم، تختبئ فرص لا تُرى إلا بعينٍ جديدة. فالتحول من دور "الضحية" إلى امرأة ناضجة، واثقة، وذات حضور لافت ليس حُلمًا، بل خيار داخلي يبدأ من قرار.
في هذا الموضوع نشاركك أهم الأفكار التي تجعلك تنتقلين من دور الضحية التي تشاهد الحياة وتقوم برد فعل مستسلم، إلى قائدة "ديفا" تتحكم بالحياة وتقودها لصالحها:
غالبًا ما نرى المواقف الصعبة كعقبات خانقة أو كدلائل على الحظ العاثر. ولكن، ما الذي يتغير حين نُعيد النظر في القصة التي نرويها لأنفسنا؟
حين نُعيد صياغة التجربة لا باعتبارها "نهاية"، بل كمرحلة انتقالية، تصبح الصدمة أقل قسوة، وتُفتح أمامنا نوافذ جديدة.
مثلًا، بدلاً من التفكير في "لماذا حدث هذا لي؟"، اسألي نفسك: "ما الذي يمكنني تعلمه من هذه التجربة؟ ما الجزء الذي يحتاج إلى تغيير بداخلي؟"
تغيير زاوية الرؤية لا يعني إنكار الألم، بل التعامل معه بوعي. الفرق بين المرأة التي تستسلم والمرأة التي تنهض مجددًا، هو تلك المساحة بين الحدث وردّ الفعل، أي المساحة التي تُبنى فيها القوة.
الخطوة الأهم في التحول هي المصارحة. لا أحد يحب الاعتراف بأخطائه أو بنقاط ضعفه، لكن مواجهة النفس بصدق ودون قسوة تفتح الباب للتغيير.
اسألي نفسك: هل هناك أنماط متكررة في حياتك؟ هل تختارين العلاقات نفسها بصور مختلفة؟ هل تضعين حاجات الآخرين دومًا فوق حاجاتك؟ هذه الأسئلة ليست للحكم، بل لإعادة التوجيه.
الفشل لا يعني أنك لست جيدة بما يكفي، بل يعني أن هناك طريقًا آخر يجب اكتشافه. كثير من النساء الناجحات، اليوم، بدأن من قاع التجربة، من ألم الطلاق، أو الفشل الدراسي، أو التهميش المجتمعي. لكنهن اخترن أن يرين في تجاربهن مدرسة، لا محكمة.
انظري إلى "الديفا" التي تودين أن تصبحي مثلها، هل تعتقدين أنها لم تمرّ بانكسارات؟ الفرق الوحيد هو أنها لم تسمح لتلك الانكسارات بأن تُعرّفها، بل صقلتها.
التحول إلى امرأة أقوى لا يعني التخلي عن اللطف، أو التظاهر بعدم الاحتياج لأحد. القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الوقوف بعد السقوط، في طلب المساعدة عند الحاجة، وفي الاستمرار رغم الخوف والخذلان.
أن تكوني "ديفا" لا يعني أن تكوني مثالية، بل أن تكوني حقيقية، مرنة، وتعرفين قيمتك جيدًا.
إليكِ بعض الأدوات العملية التي تعينكِ على الخروج من دائرة الضحية:
انتبهي للروايات السلبية التي تكررينها داخليًا. بدّليها برسائل واقعية لكن مشجعة.
لا تنتظري تحوّلًا كبيرًا دفعة واحدة. كل خطوة صغيرة تُحسب، حتى قرارك بالنهوض من السرير يومًا ما بعد ليلة بكاء.
اختاري محيطك بعناية. المحيط الإيجابي يمكن أن يصنع فرقًا حقيقيًا في طاقتك وتفكيرك.
اسألي نفسك: "ما الرسالة التي أرغب أن أحملها من هذه التجربة؟" وجود معنى يعينك على الصمود.
ليس الهدف أن تتظاهري بالقوة أو أن تخفي هشاشتك، بل أن تصنعي توازنًا بين واقعك الداخلي وصورتك الخارجية.
المرأة التي تتجاوز ألمها بوعي، وتُعيد تعريف نفسها رغم الخسارات، هي الديفا الحقيقية، امرأة عميقة، ناضجة، لا تخاف من الظلال لأنها تعرف أنها قادرة على خلق النور.
حين تختارين أن تكوني أفضل، لا ينتظر منك العالم الكمال، بل الشجاعة. والشجاعة ليست في عدم السقوط، بل في الجرأة على النهوض بشكل جديد.