هل خطر في بالكِ أن يكون السر في تحقيق قفزات نوعية في حياتك هو أن تضعي هدفًا يبدو في ظاهره مستحيلًا؟ ليس سهلًا، بل جريئًا، صادمًا أحيانًا، ويتجاوز إمكانياتك الحالية؟
لكن المفاجأة أن هذا النوع من الأهداف، رغم ما فيه من مخاطرة، قادر على تحفيزك بشكل لم تتوقعيه. فالأهداف الجريئة تُخرج منك نسخًا جديدة، أكثر فضولًا وجرأة وتجريبًا.
هي الأهداف التي تحمل احتمالًا كبيرًا للفشل، لأنها ببساطة تتطلب قدرات، أدوات أو معرفة ليست في متناولك الآن. أهداف تجبرك على كسر الأنماط المعتادة، وتخلق حاجة للتجريب والتطوير، وليست فقط للتكرار أو الصبر.
العدّاءة الكينية "فيث كيبييغون"، بطلة أولمبية وأم لفتاة صغيرة، قررت أن تحاول تحقيق ما لم تنجح فيه أي امرأة من قبل: قطع ميل كامل بأقل من أربع دقائق. رغم أن أفضل زمن لها سابقًا كان 4:07 دقائق.
ورغم أن هدفها لم يُنجز بعد، فإن مجرّد المحاولة غيّر اللعبة: لنفسها، وللمجتمع الرياضي ككل.
على عكس الأهداف العادية التي تتطلب روتينا ثابتا ليتم إنجازها، تعمل الأهداف الجريئة على:
لن تعودي تكررين ما اعتدتِ فعله، بل ستلجئين إلى ابتكار حلول جديدة، حتى لو كانت مخصصة فقط لهذا الهدف. فالمسألة هنا إثبات إمكانيات لا اكتفاء بالمتاح.
الأهداف التقليدية تحفزك على العمل في حدود المعروف، أما الأهداف الصعبة فتجعلك تبحثين في كل زاوية: من نوع النوم إلى بيئة العمل، من التغذية إلى طريقة التفكير.
وجود نقطة وصول واضحة وموعد نهائي يدفعك إلى التحرك السريع، ويقلل من التردد أو المبالغة في التحليل.
عندما تغيّرين عدّة عوامل في وقت واحد، ستظهر نتائج غير متوقعة. عندها تصبح مرونتكِ وقدرتك على التكيف جزءًا من الخطة.
حتى وإن فشلتِ في المحاولة، مجرد سعيك لهدف كبير يجعل قصتك جديرة بالاهتمام، وقد يشاركك الآخرون بالرأي، أو يلهمهم سعيك.
لا يكفي أن تستعدّي جيدًا، بل تحتاجين إلى احتراف تنفيذ اللحظة. وهذا يتطلب وعيًا جديدًا بتفاصيل لم تكن أولوية من قبل.
الهدف من تناول سلطة يوميًا مثلًا يركّز على الاتساق والاستمرارية. أما الهدف الجريء، فهو يطلب منكِ أن تكوني شخصًا مختلفًا لتنجحي فيه: أكثر إبداعًا، أكثر شجاعة، أكثر انفتاحًا على التجربة.
ابدئي بوضع هدف يتطلب منكِ تجربة غير مسبوقة، وتحمّلي أن لا تنجحي من أول مرة. هذا النوع من الأهداف يغيّر طريقة تفكيرك قبل أن يغيّر نتائجك.
لا تخافي من الأحلام التي تفوق قدراتك الحالية. ضعي هدفًا يفاجئكِ أنت أولًا، ثم لاحقيه بتجاربك، فضولك، مرونتك. فالجرأة ليست في النجاح فقط، بل في المحاولة التي تفتح لكِ أفقًا جديدًا لن تعودي منه كما كنتِ.