هل توقفتِ يومًا لتسألي نفسك كم من الوقت تقضينه في التفكير بذاتكِ فقط؟ كثير من النساء يقضين ساعات في تحليل ما قالوه، ما فعلوه، أو حتى مظهرهن، معتقدات أن الجميع يراقبهن عن كثب.
لكن الواقع مختلف تمامًا: معظم الناس منشغلون بحياتهم وأحلامهم واحتياجاتهم، ولا يبالون بالتفاصيل الصغيرة التي نضخمها في أذهاننا.
إدراك هذه الحقيقة يشبه التحرر من عبء ثقيل، فهو يفتح أمامنا مساحة لنفكر في ما هو أعمق وأكثر قيمة مثل أحلامنا وحلول لمشكلاتنا وأثر يمكن أن نتركه في حياة الآخرين.
كثير من النساء يعتقدن أن الثقة بالنفس تعني الصوت العالي، الحضور القوي، أو الضحكة التي تملأ المكان. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا: الثقة ليست في أن تكوني مركز الاهتمام، بل في أن تعيشي بسلام مع نفسكِ، بعيدًا عن ثقل التفكير المفرط في كيف يراك الآخرون.
الثقة قد تكون مجرد هدوء داخلي يخبركِ: "وجودكِ كافٍ". إنها ليست عرضا مسرحيا أو منافسة على إعجاب الآخرين، بل شعور عميق بالرضا.
كثيرون يقضون وقتًا طويلاً في تحليل تصرفاتهم وانطباعات الآخرين عنهم، بينما الحقيقة أن معظم الناس منشغلون بحياتهم الخاصة أكثر مما نتخيل. إدراك هذه الحقيقة يحرركِ من دوامة القلق، ويمنحكِ مساحة أوسع لتعيشي بصدق وراحة.
الثقة لا تعني التخلص من الخوف، بل القدرة على الاستمرار رغم وجوده. الحديث بصوت مرتجف، الرقص بخطوات مترددة، أو العيش بصدق حتى مع الأصوات الناقدة في رأسكِ، كلها علامات على الثقة الحقيقية.
الثقة الحقيقية لا تعني أن تكوني مركز الاهتمام، بل أن تكوني مركز الدفء والصدق في حياتكِ وحياة من حولك. إنها حضور ناعم، ورضا هادئ، وقوة متوازنة في عالم صاخب.