header-banner
أمومة

حين تحاول الأم أن تُربّي في غياب الأب: تحديات لا تُقال

أمومة
إيمان بونقطة
12 مايو 2025,8:12 ص

ليست كل رحلة أمومة متماثلة. بعض النساء يجدن أنفسهن في موقع مزدوج: أمّ ومربّية ومُعيلة، وربما حتى "أب" حين يغيب دوره أو حضوره كليًا.

لا يُقال الكثير عن الأعباء التي تتحملها الأم وحدها في تربية طفلها دون دعم شريك، سواء بسبب الطلاق، الوفاة، أم الغياب العاطفي.

هذه الأمهات يواجهن يوميات مليئة بالتحديات الصامتة: الشعور بالوحدة، المسؤوليات المادية والتربوية، والتساؤلات النفسية التي تطرحها تربية طفل بلا نموذج أبوي حاضر.

الأعباء النفسية للأم التي تربي لوحدها

c6b3188b-9b81-43f2-ad3b-54648a1b03bb

في غياب الأب، يصبح على الأم أن تتحمّل الدورين معًا. ليس فقط توفير الحماية والرعاية، بل أيضًا اتخاذ القرارات المصيرية وتقديم الإجابات الكبرى للطفل.

تشعر أحيانًا بالضغط لتكون "مثالية"، خاصة حين يخبرها المجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر أن أبناء الأسر المنفصلة أقل حظًا. هذا الشعور المستمر بالمسؤولية يمكن أن يتحوّل إلى إنهاك نفسي طويل الأمد، مع القليل من الدعم الخارجي.

التحديات السلوكية: ماذا يعني غياب الأب للطفل؟

قد لا يدرك الطفل في سنواته الأولى معنى الغياب، لكن مع الوقت تبدأ الأسئلة بالظهور: أين أبي؟ لماذا لا يعيش معنا؟ هل أخطأت في شيء؟ وهنا، تجد الأم نفسها أمام تحدٍ في غاية الحساسية: كيف تُجيب دون تشويه صورة الأب؟ وكيف توازن بين الصراحة والطمأنينة؟

إضافة إلى ذلك، بعض الأطفال يُظهرون ردود فعل سلوكية مثل التعلق المفرط، نوبات الغضب، أو حتى الشعور بالذنب، ما يتطلب وعيًا عاطفيًا عاليًا من الأم في التعامل مع هذه الحالات.

أخبار ذات صلة

اللعب مع الأب يصنع الفارق في حياة الأطفال

التحدي المالي: عبء لا يُرى

في كثير من الحالات، تتحمل الأم أيضًا مسؤولية الإنفاق الكامل على الأسرة. سواء كانت تعمل بدوام كامل أم تؤسس عملًا حرًا، فإن ضغط تأمين المعيشة، التعليم، الرعاية الصحية، والاحتياجات اليومية يُضاف إلى المسؤولية التربوية.

وغالبًا ما تُهمَّش هذه الضغوطات من النقاش العام، ما يزيد من شعورها بالعزلة.

الضغط المجتمعي: نظرات وأحكام

لا تزال بعض المجتمعات تنظر للأم الوحيدة بعين الشفقة أو الشك، وتُلقي عليها مسؤولية الانفصال أو غياب الأب.

هذا النوع من الأحكام يضاعف من عبء الأم، التي تحاول أن تحمي نفسها وطفلها من وصمة مجتمعية لا ذنب لهما فيها. وقد تضطر أحيانًا إلى تبرير اختياراتها باستمرار، أو محاولة تعويض النقص بطريقة مفرطة.

كيف تتعامل الأم بذكاء مع هذا الواقع؟

e2a81e14-b963-4b0e-9636-b47458889fee

إليك بعض الطرق التي يمكن للأم أن تعتمدها للتعامل مع نفسها وأطفالها في حال كانت أم وحيدة:

الواقعية لا المثالية

لا أحد يستطيع أن يُعوّض كل الأدوار، وليس المطلوب أن تكون الأم "كل شيء". الاعتراف بالحاجة للدعم هو قوّة، وليس ضعفًا.

بناء شبكة دعم

سواء من العائلة، الأصدقاء، أم من

 مستشارين تربويين، وجود شبكة دعم يُحدث فرقًا حقيقيًا.

المصارحة التدريجية مع الطفل

حسب عمره ومدى استيعابه، يمكن شرح الوضع بطريقة آمنة وعاطفية، دون تحميل الطفل أعباء أو مشاعر سلبية.

الاهتمام بالنفس

من المهم أن تخصص الأم وقتًا لنفسها، للراحة أو الهوايات أو مجرد الصمت، لأن الأم المتوازنة نفسيًا تكون أكثر قدرة على الاستمرار.

تعزيز صورة الذات لدى الطفل

في غياب أحد الوالدين، يصبح تعزيز الثقة بالنفس والاستقرار العاطفي للطفل أمرًا أساسيًا، ويمكن تحقيقه من خلال الحضور العاطفي والروتين الثابت والتشجيع المستمر.
 

تربية طفل في غياب الأب ليست رحلة سهلة، لكنها ليست مستحيلة. الأمهات اللواتي يعشن هذا التحدي يستحققن الاحترام لا الشفقة، والدعم لا الأحكام.

وبين كل هذه الأعباء، تبقى نظرة الحب التي يرسلها الطفل في نهاية يوم طويل، هي الوقود الذي يمنح هذه الأمهات طاقة الاستمرار، بصبر، وبكرامة.

أخبار ذات صلة

كيف تؤثر نظرات الأخريات على ثقة الأم؟

 

footer-banner
foochia-logo