مع اقتراب العام الدراسي، قد تنشغلين بقائمة المشتريات: الحقيبة، الأقلام، والحذاء الرياضي الجديد. لكن الحقيقة أن أهم ما يحتاجه طفلك لا يُشترى من المتجر.
إنه بحاجة إلى شعور بالأمان الداخلي، وثقة بالنفس، واستعداد نفسي يخفف من قلق البداية.
فقد يتجاوز صغيرك عاما دراسيا كاملا من دون دفاتر ملوّنة، لكن إن بدأ عامه منهكا أو مرتبكا أو خائفا من الفشل، فقد يرافقه هذا الحمل العاطفي طويلا.
في هذا المقال، نرشدك إلى محادثات بسيطة لكن مؤثرة، يمكن أن تغيّر تجربته الدراسية من الداخل:
إذا كان طفلك يعاني من أي اضطراب، خاصة ما يتعلّق بالمدرسة، مثل عدم الثقة بالنفس، أو القلق من العلاقات والتفاعل مع الطلّاب والمعلمين، أو حتى من فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD أو ADD)، فقد يؤدي ذلك إلى تدنٍ في احترام الذات.
لذا، وقبل بدء العام الدراسي، حضّري قائمة بالمحادثات التي يجب إجراؤها مع طفلك، وركّزي فيها على إبراز الجوانب الإيجابية في شخصيته، مع صياغة داعمة ومحفّزة.
قد يحتاج طفلك إلى مساعدة في تحديد الزملاء الذين يمكنه مصادقتهم. اجلسي معه مبكرا، وتحدثي عن زملائه الجدد في الصف. استمعي جيدا لتتعرفي على الشخصيات التي تتناسب مع طبيعته.
واسأليه عن الأنشطة التي يحبها بعد المدرسة، ففرصته في تكوين صداقات تزداد مع من يشاركونه الاهتمامات نفسها.
أحيانا يستخدم الأطفال عدم حبهم للمعلم كذريعة لعدم بذل الجهد.
شجّعي طفلك على إيجاد شيء يُعجبه في معلمه، حتى لو بدا صارما في نظره؛ إذ قد يكون شيئا بسيطا، مثل ذوقه في الموسيقى، أو نوع السيارة التي يقودها، أو طريقته في الشرح.
ساعديه على رؤية المعلم كشخص يحاول فهم طلابه، وبذل الجهد من أجلهم.
حاولي التواصل مع معلم طفلك خلال الأسبوع الأول من الدراسة. اشرحي له التحديات التي يواجهها صغيرك ونقاط قوته. أخبريه بالأساليب التي نجحت في دعمه سابقا، وشاركيه اهتماماته.
الهدف هو مساعدة المعلم على تكوين صورة شاملة عن طفلك منذ البداية.
حددي موعدا ثانيا بعد مرور شهر على بدء الدراسة. وإذا كان طفلك يتناول دواءً، اسألي المعلم إن لاحظ أي تغيرات أو آثار جانبية، أو سلوكيات تحتاج إلى المتابعة.
الحفاظ على خط تواصل مفتوح، حتى عبر المكالمات أو الرسائل، يُحدث فرقا كبيرا.
إذا كان طفلك يتناول دواءً ما، حددي موعدا في أواخر الصيف مع الطبيبة المعالجة لوضع خطة تتناسب مع جدول المدرسة.
أما إذا كانت هذه أول مرة يتناول فيها طفلك دواءً، فابدئي قبل بدء الدراسة بأسابيع بضبط الجرعة والمواعيد.
وبعد مرور عدة أسابيع من الدراسة، عودي لمراجعة الحالة بناءً على ملاحظاتك، وملاحظات معلمه، وملاحظاته الشخصية.
حاولي التعرّف إلى أولياء أمور الأطفال الآخرين.
هذا التواصل يتيح تبادل الخبرات والنصائح التي قد تساعدك في دعم طفلك بشكل أفضل.
كما يعطيه نموذجا صحيا في تكوين العلاقات الاجتماعية.
مشكلات الطفل الدراسية أو النفسية قد تؤثر على العائلة بأكملها.
امنحي طفلك المساحة للتعبير عن مشاعره، وشاركيه كيف يمكنكم كعائلة أن تدعموه.
إذا كان لديك أطفال آخرون، شجعيهم على التعبير عن وجهات نظرهم أيضا.
اجعلوا الحوار الأسري مساحة للصدق والدعم المتبادل.
اجلسي مع شريكك لمراجعة ما تعلمتماه عن طفلك خلال العام الماضي.
ناقشا معا: ما الذي يساعده على النجاح؟ هل تغيرت شخصيته؟ هل أنتما متفقان على أساليب التربية والأهداف الدراسية؟
قد تكتشفان نقاط قوة جديدة أو تحديات غير متوقعة، لكن التواصل بينكما أساس كل قرار ناجح.
في نهاية الأمر، لا شيء يهيّئ طفلك لعام دراسي ناجح أكثر من شعوره بأنه مسموع، ومفهوم، ومدعوم من بيته.
فالمحادثات الصغيرة التي تبدئين بها اليوم، قد تترك في قلبه أثراً يمتد لأبعد من الفصول الدراسية.
فلتكن بدايتكما هذا العام مليئة بالحب، والوعي، والتفاهم… فالتعلم الحقيقي يبدأ من هنا.