في عالم اليوم، الذي تتزايد فيه مغريات التسوق عبر السوشال ميديا وتطوّر أساليب الترويج، من المهم أن تتعلمي كيف تستطيعين العيش في حدود إمكانياتك مع تلبية احتياجاتك الأساسية.
فالقدرة على العيش في حدود الإمكانيات ليست عشوائية، بل تتطلب مهارة حياتية لتحقيق الاستقرار والراحة النفسية.
وربما تعتقدين أن الأمر مرتبط بالحرمان، أو تقليل الإنفاق بشكل كبير، إلا أنه مرتبط بكيفية التوازن الذكي بين ما تملكيه وما تحتاجينه فعلًا.
وفقًا لتقرير نشرته مجلة Economist، يتطلب العيش في حدود إمكانيات الفرد، مع تلبية الاحتياجات الأساسية، وضع ميزانية دقيقة وإعطاء الأولوية للنفقات الضرورية على الإنفاق التقديري.
ولتحقيق ذلك دون ضغوطات مالية تؤثر على حياتك، اتبع التالي:
يجب التمييز بوضوح عند تحديد الاحتياجات، وماهو الفرق الكبير بين الاحتياجات والرغبات. فالاحتياجات هي الضروريات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على حياة كريمة وصحية، مثل الطعام، والسكن اللائق، والرعاية الصحية، والملبس الأساسي، والنقل للعمل أو الدراسة.
أما الرغبات فهي الأشياء التي نرغب في الحصول عليها ولكنها ليست ضرورية لبقائنا أو رفاهنا الأساسي، مثل أحدث التقنيات، أو العلامات التجارية الفاخرة، أو الإجازات المكلفة.
يتطلب هذا الأمر تقييمًا حقيقيًا لنمط حياتك وتحديد العناصر التي لا يمكن التنازل عنها وتلك التي يمكن تقليلها أو الاستغناء عنها مؤقتًا أو كليًا.
ومن خلال فهم أولوياتك الحقيقية، يمكنك تخصيص موارد مالية بشكل أكثر فعالية وضمان تلبية الاحتياجات أولًا قبل التفكير في الإنفاق على الرغبات.
هذه العملية تساعد في وضع أساس مالي يجنبك الشعور بالحرمان عند تقليل الإنفاق غير الضروري.
بعد تحديد الاحتياجات والأولويات، تأتي مرحلة وضع ميزانية تفصيلية.
الميزانية هي خطة مالية تحددين فيها مصادر الدخل وأوجه الإنفاق المتوقعة خلال فترة زمنية محددة، عادة ما تكون شهرًا.
يجب أن تتضمن ميزانيتك جميع مصادر الدخل الثابتة والمتغيرة، بالإضافة إلى جميع النفقات المتوقعة، سواء كانت ثابتة مثل الإيجار والأقساط، أو متغيرة مثل فواتير الخدمات والمواد الغذائية.
من الضروري أن تكون الميزانية واقعية وتعكس نمط إنفاقك الحالي بدقة. بعد وضع الميزانية، تبدأ مرحلة تتبع النفقات الفعلية وتسجيلها بانتظام.
يمكنك القيام بذلك باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول المتخصصة، أو حتى الطرق التقليدية مثل تدوينها في دفتر.
يساعدك تتبع النفقات في الحصول على صورة واضحة عن أين تذهب أموالك، والكشف عن المجالات التي قد يكون فيها إنفاق مفرط أو غير ضروري.
تعتبر الديون من أكبر العوائق التي تحول دون العيش في حدود الإمكانيات، يمكن أن تستنزف أقساط الديون الدخل المتاح؛ ما يقلل من القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية أو تحقيق الأهداف المالية الأخرى.
لذلك، من الضروري أن تعملي على إدارة ديونك الحالية بحكمة والعمل على تقليلها قدر الإمكان.
يشمل ذلك وضع خطة لسداد الديون ذات الفائدة الأعلى، وتجنب تراكم ديون جديدة إلا في حالات الضرورة القصوى.
بناءً على ذلك، يجب التركيز على بناء صندوق للطوارئ لتغطية النفقات غير المتوقعة بدلًا من اللجوء إلى الاقتراض.
لا يعني العيش في حدود الإمكانيات التضحية بجودة حياتك، بل في إيجاد طرق اقتصادية لتلبية احتياجاتك.
يمكن تحقيق ذلك من خلال البحث عن بدائل أرخص للمنتجات والخدمات التي تستخدمينها بانتظام.
يمكن شراء المنتجات الغذائية من الأسواق المحلية أو المتاجر التي تقدم عروضًا جيدة، بدلًا من المتاجر الفاخرة.
وأيضًا الاستفادة من وسائل النقل العام أو المشي أو ركوب الدراجات بدلًا من استخدام سيارتك الخاصة في كل الأوقات لتوفير تكاليف الوقود والصيانة.
فيما يتعلق بالترفيه، يمكنك استكشاف الأنشطة المجانية أو منخفضة التكلفة مثل زيارة الحدائق العامة، أو حضور الفعاليات الثقافية المجانية، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء في المنزل.
ويمكن توفير المال من خلال مقارنة الأسعار قبل الشراء، والاستفادة من الخصومات والعروض، وشراء المنتجات بكميات كبيرة عند توفرها بأسعار أفضل إذا كانت قابلة للتخزين.
تبني عقلية التوفير والبحث عن بدائل اقتصادية في مختلف جوانب حياتك اليومية يمكن أن يحدث فرقًا في ميزانيتك.
إن العيش في حدود الإمكانيات وتلبية الاحتياجات ممكن، لتكون حياتك أكثر استقرارًا وراحة بعيدة عن الضغوطات المالية، أو ملاحقة الإغراءات المتاحة بالتسوق على السوشال ميديا.