header-banner
النجم يتجه نحو حتفه

نجم يبتلع كوكبًا في ظاهرة نادرة

منوعات
فريق التحرير
12 أبريل 2025,6:13 م

في ظاهرة نادرة وفريدة، تمكّن العلماء من رصد لحظة نهاية كوكب بعد أن ابتلعه النجم الذي يدور حوله.

وما اعتُقد في البداية أنه ابتلاع تقليدي من نجم متضخم في طور العملاق الأحمر، تبيّن لاحقًا أنه حدث بطريقة مختلفة تمامًا، كما كشفت البيانات الجديدة من تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي.

السقوط المميت.. الكوكب يتجه نحو النجم

بعكس ما كان يُظن، لم يكن النجم هو من التهم الكوكب أثناء تمدده، بل الكوكب نفسه هو من انزلق تدريجيًّا نحو النجم.

هذا السقوط الكارثي وقع بسبب تآكل مدار الكوكب نتيجة تفاعلات الجاذبية بمرور الزمن؛ ومع اختراقه لغلاف النجم، بدأت عملية درامية من التدمير.

مشاهدات تلسكوب "جيمس ويب".. الدمار في تفاصيله

رصد التلسكوب المداري، الذي أُطلق عام 2021 وبدأ تشغيله في 2022، مؤشرات واضحة على الحادثة، مثل الغازات الساخنة المحيطة بالنجم، وسحابة من الغبار البارد تتوسع تدريجيًّا، هذه المشاهد تُمثّل بقايا الكوكب بعد تمزقه داخل النجم.

رايان لاو، أحد الباحثين الرئيسيين من مختبر "NIRLab" التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأميركية، أوضح أن الكوكب تسبب بإخراج مواد من النجم أثناء اصطدامه، ما نتج عنه تكوّن السحابة الغبارية المحيطة.

هوية النجم والكوكب المنكوب

يقع هذا النجم ضمن مجرتنا "درب التبانة"، على بعد حوالي 12 ألف سنة ضوئية من الأرض، في اتجاه كوكبة العقاب؛ ويتميز بكونه أقل سطوعًا من شمسنا وأصغر منها قليلًا، إذ تبلغ كتلته نحو %70 من كتلتها.

الكوكب المفقود يُعتقد أنه من نوع "المشتريات الحارّة" — وهي كواكب غازية ضخمة تدور قرب نجومها، مما يجعل درجات حرارتها مرتفعة للغاية؛ ويُرجَّح أنه كان أكبر من كوكب المشتري، وهو ما يفسّر التأثير الضخم الذي أحدثه على النجم.

أخبار ذات صلة

حفرة نيزكية عمرها 3.5 مليار سنة تُعيد كتابة تاريخ كوكبنا

الاحتكاك والذوبان في أعماق النجم

يشرح الباحث مورغان ماكلاود من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية أن الكوكب مع مرور الوقت بدأ يحتك بالغلاف الجوي للنجم؛ مما تسبب في تسارع سقوطه وتفككه تدريجيًّا.

ومع اختراقه لأعماق النجم، تصاعدت الحرارة، واندفعت كميات من الغاز والغبار نتيجة التصادم العنيف.

لكن حتى الآن، لا يستطيع العلماء تأكيد تفاصيل ما حدث بدقة، فالفلك، كما يوضح ماكلاود، يظل علمًا مليئًا بالأسرار التي يصعب اختبارها مباشرة.

هل يمكن أن يحدث هذا في نظامنا الشمسي؟

لا يوجد كوكب حاليًّا في مجموعتنا الشمسية قريب بدرجة كافية من الشمس لتكرار هذا السيناريو، ومع ذلك لا يستبعد العلماء أن يحدث شيء مشابه بعد حوالي 5 مليارات سنة، عندما تبدأ الشمس بالتحول إلى نجم عملاق أحمر. وفي تلك المرحلة، قد تبتلع الشمس كواكب مثل عطارد والزهرة، وربما حتى الأرض.

أهمية هذه المشاهدات لمستقبل الكواكب

تقدّم هذه الحادثة لمحة نادرة عن مصير الكواكب، إذ تشير الأدلة الجديدة إلى أن الكثير منها قد يلقى حتفه نتيجة انهيار مداراته ببطء نحو نجمه، ليس فقط بسبب تحوّل النجم إلى عملاق أحمر. ورغم الطابع الكارثي لهذه النهاية، إلا أن النظام الشمسي يبدو مستقرًّا في الوقت الحالي. (رويترز)

أخبار ذات صلة

لا تفوّت مشاهدة موكب الكواكب.. كيف ومتى تشاهد هذا الحدث الفلكي النادر؟

google-banner
footer-banner
foochia-logo