للمرة الأولى من نوعها، تمنح المفوضية الأوروبية الموافقة على علاج لمرض الزهايمر لا يعتمد فقط على التخفيف من الأعراض الظاهرة، بل يعتمد على مسببات تطور المرض، وهذا العلاج هو عقار "Lecanemab" الذي حصل على موافقة لاستخدامه في المراحل الأولى من مرض الزهايمر، وهذا ما يمثل تغيراً كبيراً في أسلوب وطريقة التعامل الطبي مع هذا المرض المزمن، وهذا رغم الشروط المرتبطة باستخدامه وفاعليته.
أعلنت المفوضية الأوروبية عن منحها الموافقة الرسمية على استخدام جسم مضاد لعلاج مرض الزهايمر وهو عقار "ليكانيماب"، ولكن بشرط اقتصاره على المراحل المبكرة من المرض فقط، ويُعد هذا الاعتماد الأول من نوعه داخل دول الاتحاد الأوروبي لعقار يستهدف التغيرات البيولوجية في الدماغ المصاحبة للزهايمر، بدلًا من المعالجة من أعراض المرض فقط، مثل: فقدان الذاكرة، أو الارتباك الذهني.
على عكس أنواع العلاج التقليدية التي تركز على تحسين وظائف الذاكرة بشكل مؤقت، يعمل "Lecanemab" على استهداف ترسبات بروتين الأميلويد في الدماغ، وهي ترسبات مرتبطة بتدهور القدرات المعرفية لدى المصابين بالزهايمر.
وأظهرت الأبحاث والتجارب السريرية التي استمرت لمدة 18 شهراً، أن المرضى الذين تلقوا عقار "ليكانيماب" شهدوا تباطؤاً في التراجع الإدراكي.
واستخدم مقياس تصنيف الخرف لتقييم النتائج، حيث سجلت مجموعة "ليكانيماب" تراجعاً بمقدار 1.22 نقطة، مقابل 1.75 نقطة في المجموعة الأخرى، مما يشير إلى وجود فارق ملموس في الأداء الإدراكي والوظيفي بين المجموعتين.
رغم المؤشرات الإيجابية، لا يعتبر "Lecanemab" علاجاً قاطعاً لمرضى الزهايمر، فإن فاعليته تقتصر فقط على إبطاء تطور المرض في مراحله المبكرة فقط، ولا يستطيع إصلاح الأضرار العصبية التي حدثت من قبل.
ووفقاً للوكالة الأوروبية للأدوية، فإن تأثير العقار يبقى محدوداً في منع التدهور العقلي، ولا يغير المسار النهائي للمرض، أو يوقفه بشكل كامل.
وفق موقع موقع "DW"، فإن خبراء من المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية أشاروا إلى أن عدد المؤهلين لاستخدام عقار "ليكانيماب" لا يزال منخفضاً، ويشترط لتلقي العقار أن يكون المصاب في مرحلة ضعف إدراكي بسيط ناتج عن الزهايمر، وألا يكون حاملاً لطفرات جينية قد تسبب مضاعفات خطيرة، منها تورم أو نزيف في الدماغ.
ورغم هذه الشروط، يرى العديد من الباحثين أن الموافقة الأوروبية على "ليكانيماب" تمثل خطوة مهمة لتوسيع مفهوم العلاج الموجه للأسباب البيولوجية للزهايمر.