ارتفاع الكوليسترول من العوامل الصامتة التي قد تُسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية. وقد لا تظهر له أي أعراض واضحة، لذلك يُنصح بإجراء فحص دوري لمستوياته، خاصة بعد سن الأربعين، بمعدل مرة كل خمس سنوات.
رغم بساطة مفهوم الكوليسترول، إلا أن آثاره تتسلل تدريجيًا داخل الجسم، تمامًا كضرر المياه العسرة على الغسالة مع الوقت حسب وصف تقرير لصحيفة "الغارديان"، ومن هنا تأتي أهمية فهمه جيدًا والحرص على الوقاية المبكرة.
الكوليسترول مادة دهنية موجودة بشكل طبيعي في الجسم، وهو ضروري لإنتاج الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون، كما تحتاجه خلايا الجسم لبناء جدرانها. ولكن عندما ترتفع نسبته عن الحد المسموح به، تبدأ المشاكل الصحية بالظهور.
هناك نوعان من الكوليسترول في الدم:
ويوضح خبراء القلب أن خفض مستوى LDL يُقلل من احتمالية حدوث الأزمات القلبية والسكتات الدماغية. بدوره يساعد HDL الكبد على استقلاب LDL وإعادة امتصاصه في مجرى الدم"، مما يعني أن HDL يساعد في الحفاظ على توازن مستويات LDL.
ينصح الأطباء بإجراء فحوصات طبية كل خمس سنوات لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و74 عامًا، مع فحوصات صحية سنوية لمن تبلغ أعمارهم 75 عامًا فأكثر. ولكن إذا كان هناك تاريخ عائلي لأمراض القلب، يمكن طلب الفحص مبكرًا.
عند إجراء فحص أولي للكوليسترول، قد يحصل المريض أحيانًا على رقم واحد فقط يُظهر إجمالي مستويات الكوليسترول في الدم، بما في ذلك كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والعالي الكثافة (HDL).
لكن، يُفضّل دائمًا أن تُظهر نتائج التحاليل صورة كاملة للدهون في الدم، وذلك لأنها تمنح تقييمًا أدق يشمل:
وجود هذه التفاصيل معًا يساعد على فهم الحالة الصحية بشكل أوضح.
يُنصح بأن تكون مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) أعلى من 1 مليمول/لتر للرجال، و1.2 مليمول/لتر للنساء.
أما الكوليسترول الضار (LDL)، فيُعتبر في المستوى الصحي إذا كان أقل من 3 مليمول/لتر.
من المهم أيضًا معرفة "نسبة الكوليسترول"، وهي ناتج قسمة الكوليسترول الكلي على الكوليسترول الجيد (HDL). تُعتبر هذه النسبة صحية إذا كانت أقل من 6، وكلما انخفضت أكثر، كانت أفضل.
رغم أن النظام الغذائي الصحي ونمط الحياة النشط يلعبان دورًا كبيرًا في الحفاظ على الصحة العامة، إلا أن الوراثة تؤثر بشكل كبير على مستويات الدهون في الدم إذ يُعد "فرط كوليسترول الدم العائلي" أكثر اضطرابات الدهون الوراثية شيوعًا، ويؤثر على شخص واحد تقريبًا من بين كل 250 شخصًا.
يقول مانويل ماير، طبيب القلب وأستاذ في جامعة إمبريال كوليدج لندن: بالنسبة للكثير من الناس، فإن ارتفاع الكوليسترول يرجع إلى عوامل وراثية. فإذا ورثت مستويات مرتفعة جدًا من الكوليسترول من والديك، فقد تحتاج إلى تناول أدوية، لأن تعديل النظام الغذائي وحده لن يكون كافيًا لتحقيق الأهداف المطلوبة.
وهناك علامات يمكن أن تشير لاحتمالية الإصابة به، منها: إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء (من الذكور) بنوبة قلبية قبل سن 55، أو إصابة الأم أو الأخت قبل سن 65. في مثل هذه الحالات، من المهم إجراء فحص للكوليسترول.
عادةً ما يتم تقييم مستويات الكوليسترول ضمن ما يُعرف بـ"تقييم الخطر الشامل"، والذي يشمل عدة عوامل مؤثرة مثل العمر، الوزن، التاريخ العائلي، التدخين، استهلاك الكحول، ضغط الدم المرتفع، العرق، والجنس. فعلى سبيل المثال، يُعتبر الرجال أكثر عرضة قليلًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ليس كل من يعاني من زيادة الوزن أو السمنة لديه بالضرورة ارتفاع في الكوليسترول، لكن الوزن الزائد يُعد عاملًا مساهمًا فكلما اجتمع ارتفاع الكوليسترول مع زيادة الوزن، أو ارتفاع ضغط الدم، أو قلة النشاط البدني، أو نظام غذائي غير صحي، زادت مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
والخبر الجيد، هو أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول وتحسين صحة القلب بشكل عام.
جميع أنواع الألياف الغذائية تساعد في خفض الكوليسترول، لكن الألياف القابلة للذوبان مثل الموجودة في الشوفان، الفاصوليا، والعدس تقدم فائدة إضافية فهي تحتوي على نوع خاص من الألياف يُكوّن مادة هلامية داخل الأمعاء، تساعد على منع امتصاص الكوليسترول من الطعام، فيتم التخلص منه لاحقًا عبر الجهاز الهضمي. ويساعد تناول حوالي 3 غرامات يوميًا من هذه الألياف على الحفاظ على مستوى الكوليسترول أو خفضه.
أطعمة مثل كعك الشوفان، الفاصوليا، والبقوليات ليست فقط غنية بالألياف، بل أيضًا مصدر ممتاز للبروتين قليل الدهون. واستبدال اللحوم بالفاصوليا أو العدس في النظام الغذائي يُحقق تأثيرًا مزدوجًا: تقليل الدهون الضارة وزيادة الألياف المفيدة.
كما أن المكسرات والبذور غير المملحة تُعتبر خيارًا صحيًا لأنها تحتوي على دهون غير مشبعة، وألياف، وعناصر غذائية مفيدة. كل هذه الأطعمة تُصنّف ضمن ما يعرف بـ"حمية المحفظة"، وهي مجموعة أطعمة تعمل معًا على خفض الكوليسترول.
الدهون "الجيدة" تعني الدهون غير المشبعة، وخاصة الأحادية غير المشبعة الموجودة في:
هذه الدهون مفيدة لصحة القلب ويُنصح بتناولها بانتظام.
عند محاولة خفض الكوليسترول، من المهم تقليل الدهون المشبعة في النظام الغذائي، لأنها ترتبط مباشرة بارتفاع الكوليسترول الضار.
تشمل هذه الأطعمة:
استبدال هذه الدهون بـ الدهون غير المشبعة يُساهم في حماية القلب والأوعية الدموية. كما يُفضّل الحد من الأطعمة السكرية، وتجنب المنتجات منخفضة الدسم التي تحتوي على سكر مضاف لتحسين الطعم.