زاوية "ماذا تقرأ؟"، هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكتاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية. إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
في وقت يبتعد فيه الكثيرون عن الكتاب لصالح التكنولوجيا والشاشات، يؤكد النجم الأردني منذر رياحنة أن علاقته مع القراءة ما زالت حيّة، وأن الكتاب بالنسبة له ليس مجرد تسلية، بل رحلة حقيقية تمنحه فرصة للتأمل واكتشاف الذات.
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
بدأت علاقتي بالكتاب منذ سنوات المراهقة، في مرحلة كنت أبحث فيها عن شيء مختلف يخرجني من الإطار الضيق الذي تفرضه المناهج المدرسية. لم تكن الكتب بالنسبة لي مجرد أوراق مطبوعة، بل نافذة أطلّ منها على عوالم جديدة، وأتعلم من خلالها كيف أفكر بطريقة أوسع وأعمق.
ماذا تقرأ اليوم؟
اقرأ رواية "بريدا" للكاتب العالمي باولو كويلو، وهي رواية كنت أرغب بقراءتها منذ وقت طويل. ووجدت أن الوقت أصبح مناسبا لأن أغوص في تفاصيلها، خصوصا أنني أميل مؤخرا للكتب التي تحمل طابعا فلسفيا وروحانيا. و"بريدا" ليست مجرد قصة تقرأها وتنتهي منها، بل رحلة تقود القارئ للتفكير في نفسه، في اختياراته، وفي المعنى الأعمق للحياة.
ما الذي تتناوله هذه الرواية؟
الرواية تروي قصة فتاة تُدعى "بريدا" تدخل في رحلة طويلة وشاقة للبحث عن ذاتها. هذه الرحلة مليئة بالتحديات والأسئلة، وتتنقل فيها بين الروحانيات والفلسفة والسحر والإيمان، لتصطدم أحيانا بمتناقضات يصعب الجمع بينها، لكن أسلوب باولو كويلو يجعل القارئ يكتشف أن كل هذه الطرق، رغم اختلافها، قد تقود في النهاية إلى معنى واحد عميق. بالنسبة لي، ما يميز الرواية هو أنها لا تمنحك إجابات جاهزة، بل تدفعك للتأمل والتفكير والبحث بنفسك.
لماذا اخترت هذه الرواية؟
اختياري لم يكن صدفة. باولو كويلو بالنسبة لي كاتب يمتلك قدرة نادرة على أن يكتب بلغة بسيطة جدا، لكنها في الوقت نفسه مليئة بالعمق والرمزية. رواية "بريدا" تحديدا لامستني؛ لأنها تتحدث عن رحلة البحث عن الذات، وهو موضوع يخص كل إنسان في مرحلة ما من حياته.
من هو كاتبك المفضل؟
لا أستطيع أن أحصر إعجابي في اسم واحد فقط، كل كاتب بالنسبة لي عالم قائم بذاته، يدخلنا من خلاله إلى تجربة جديدة، ويتيح لنا فرصة التعرف على أفكار وأساليب مختلفة. قد أحب كاتبا لرواياته العاطفية، وآخر لعمق فلسفته، وثالث لأسلوبه الساخر أو لغته الشعرية.
متى تقرأ؟
غالبا ما أميل للقراءة في ساعات الليل المتأخرة، عندما يهدأ كل شيء من حولي ويصبح الجو مهيأً للتأمل والتركيز، لكنني أحيانا ألجأ إلى الكتاب في أوقات مختلفة من اليوم، خصوصا عندما أشعر بحاجة للتخفف أو الهروب من الضغوط. والقراءة بالنسبة لي ليست مرتبطة بوقت محدد بقدر ما هي حالة نفسية، فحين أشعر برغبة في الكتابة أو التفكير أجد نفسي أفتح كتابا لأتغذى من كلماته.
أين تقرأ؟
لا أختلف كثيرا في إجابتي عن السؤال السابق. بالنسبة لي، القراءة أيضاً ليست مرتبطة بمكان محدد، بقدر ما ترتبط باللحظة التي أكون فيها مستعدا ذهنيا. قد أقرأ في غرفتي، في مقهى هادئ، أو حتى أثناء السفر. المهم أن يكون المكان يسمح لي بالاندماج مع النص والانفصال قليلًا عن الضوضاء الخارجية.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
أميل كثيرا إلى الروايات بمختلف أنواعها؛ لأنها تمنحني فرصة للعيش في عوالم أخرى والتعرّف إلى شخصيات وتجارب مختلفة. أحيانًا أختار الروايات الواقعية التي تشبه حياتنا اليومية، وأحيانا أذهب إلى الخيال الذي يفتح لي مساحات جديدة للتفكير والإبداع.
بين الإلكتروني والورقي.. أيهما الأقرب إليك؟
رغم انتشار الكتب الإلكترونية وسهولة الوصول إليها، يبقى الكتاب الورقي الأقرب إلى قلبي. رائحة الورق ولمسة الصفحات تمنحني إحساسا خاصا لا يمكن أن يعوضه أي جهاز إلكتروني. أشعر أن علاقتي مع الكتاب الورقي أعمق، فهو يرافقني كصديق حقيقي، بينما يظل الكتاب الإلكتروني مجرد وسيلة عملية أكثر من كونه تجربة عاطفية.