زاوية "ماذا تقرأ؟" هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكُتّاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تُلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصًا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية، إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
في حديثه عن علاقته بالكتب، يكشف الفنان ماجد المهندس، عن جانب من قراءته الأدبية، قد يكون غير ظاهر لجمهوره، فالمهندس قارىء نهم، يقف نفسه عبر المختارات الأدبية التي يطالعها من شعر وفكر ورواية، ساهمت في صقل شخصيته، وفي بناء ثقافته الشخصية العامة، حيث يعد المهندس من الفنانين القلة، الذين يهتمون بأدق التفاصيل، بهدف تقديم صورة فنية تتسم بالتعمق والتأمل.
مثل أي شاب في بداية حياته الدراسية، استهوتني القراءة ومطالعة الكتب، وأبحرت في قراءتها، رغم ميولي العلمية لدراسة الهندسة، إلا أن الروايات ودواوين الشعر، وكتب السير والأعلام والتاريخ، جذبتني نحوها.
أقرأ رواية "المسرات والأوجاع"، للقاص والروائي العراقي الراحل فؤاد التكرلي، الذي يعد رائد الرواية الكلاسيكية الحديثة في العراق، وأحد أهم الروائيين العالم العربي.
"المسرات والأوجاع"، رواية إنسانية كبيرة بأي معيار من المعايير التي يرغب قارئها أن يقيسها، فهي رواية عربية خالصة، تتناول قصة عائلة، يمكن أن تكون أي من العائلات العربية التي تمر بها ظروف الحياة بين صعود وهبوط.
يشد القارىء لرواية" المسرات والأوجاع"، التعبير النفسي الفلسفي بطريقة لافتة جدًا، وشخصيًا شدتني أحداثها وأخذتني إلى عالمها الخاص، فهي تحمل طابعًا فريدًا في الكتابة وطريقة سرد الأحداث، وأعجبتني كمية المشاعر الموجودة في الرواية، وطريقة التعبير عنها واظهارها من خلال النصوص والأحداث.
يوجد كم كبير من الكتاب المبدعين عربًا وعجمًا، ويمكنني أن أسرد لكم قائمة طويلة من هؤلاء الكتاب في ميادين الأدب، لكنني أفضل دائمًا وأنحاز نحو العمل الأدبي المميز الذي يثير النفس لمتابعته وقراءة ما بين سطوره، لذا أفضل اختيار المحتوى الذي أجد أنه يلائمني من شعر أو رواية أو تاريخ.
لا يوجد وقتًا محددًا أو ثابتًا للقراءة، لكنني أحرص على وجود مجموعة من الكتب التي أقرأ منها معي دائماً، في كل مكان أتواجد به، واليوم أقرأ رواية "المسرات والأوجاع"، وهي تنقلت معي بين القاهرة والكويت والرياض.
في أي مكان متاح، قد يكون في الطائرة، أو في المنزل، المهم أن أكون مستعدًا للقراءة وذهني صافيًا، وغالبًا في أي مكان أتواجد به أثناء الإجازات.
يجذبني عنوان الكتاب وملخصه، سواءً في الشعر أو الرواية وسواها من حقول الأدب، بحكم كوني مطربًا أميل لدواوين الشعر الفصحى، وأقرأ أيضًا النبطي والشعبي، لكني أيضًا شغوف بالروايات العالمية، وأحرص على متابعة وقراءة إصدارات الكتاب الفائزين بـ"نوبل"، و"البوكر"، كما أقرأ في التاريخ العربي.
بلا شك، أميل لقراءة الكتب الورقية، فهي تشعرك بإحساس الورق والتماهي مع ما تقرأه، والتركيز والتأمل، لكن هذا لا يعني أن الكتاب الإلكتروني لم يسهل أمر الوصول إلى الكتب التي نبحث عنها.