فتحت الممثلة البريطانية الشهيرة أوليفيا ويليامز قلبها وتحدثت بصراحة عن رحلتها المؤلمة مع سرطان البنكرياس النادر، الذي تم تشخيصه بشكل خاطئ لسنوات، لتعيش تجربة مؤثرة، إذ في مقابلة لها مع صحيفة The Times البريطانية شاركت ويليامز تفاصيل المرض، محذرة الآخرين من تجاهل الأعراض وضرورة الفحوص مبكرة للكشف عن المرض.
لم تبدأ القصة عند اكتشاف المرض، بل قبل ذلك بكثير، تقول ويليامز إنها بدأت تعاني من أعراض غير مبررة منذ أكثر من عشر سنوات، لتدخل في دوامة من الفحوصات والتشخيصات الخاطئة، بين الذئبة، ومتلازمة ما قبل انقطاع الطمث، وأنواع سرطانات أخرى، تم تجاهل شكواها المستمرة، بل وأُحيلت في إحدى المرات لتقييم نفسي بعد أن اتهمها أحد الأطباء ضمنيًا بـ"الجنون".
بعد زيارة عشرة أطباء في ثلاث دول، كان التشخيص الصحيح أخيرًا على يد طبيب جهاز هضمي في لوس أنجلوس، الذي قرر إجراء فحص متعمق لهرمون نادر، ثم تبعه تصوير مقطعي وخزعة كشفت الورم السرطاني المعروف باسم "ورم فيبوما العصبي الصماوي"، وهو نوع نادر يصيب شخصًا واحدًا من كل مليون سنويًا.
قالت ويليامز بأسى "لو تم تشخيصي بشكل صحيح خلال السنوات الأربع الأولى، ربما كانت عملية جراحية واحدة كافية لإنهاء هذا الكابوس... لكن الآن، لا يمكنني القول إنني خالية من السرطان، ولن أكون كذلك أبدًا".
رغم خضوعها لعدة عمليات جراحية لإزالة الورم، إضافةً إلى استئصال أجزاء من البنكرياس والمرارة والطحال والكبد، فإن الورم كان قد بدأ بالانتشار، إذ تظهر النقائل من حين لآخر وتُجبرها على العودة للعلاج مجددًا.
وصفت ويليامز العلاج الإشعاعي الداخلي الموجه أنه من أصعب أنواع العلاج الذي خضعت له، إذ يتم حقن مادة مشعة في جسدها ضمن ظروف محكمة تتطلب ارتداء الفريق الطبي بدلات واقية، في حين تُجبر هي على العزلة التامة لمدة أسبوعين بعد كل جلسة.
رغم الأمل الذي قدّمه لها هذا النوع من العلاج بإمكانية التوقف عن العلاج لبضعة أعوام، فإن النتيجة لم تكن كما تمنت. فقد استمرت النقائل في الظهور، ما جعل التركيز الآن ينصب على إبطاء النمو السرطاني وليس القضاء عليه.
في ختام حديثها، وجهت ويليامز رسالة مؤثرة، قالت فيها "ربما فات الأوان بالنسبة لي، لكن هدفي أن أُحذّر من هم فوق الأربعين من تجاهل الأعراض. لا أبحث عن التعاطف، بل أطالب بفحص رخيص ومبكر يُنقذ الحياة".
كما أعلنت دعمها لمؤسسة "سرطان البنكرياس في المملكة المتحدة"، ضمن مشاركتها في ماراثون لندن، في محاولة لرفع الوعي حول هذا المرض الصامت.