منذ عام 1976، تستضيف كندا سنويًا واحدًا من أكبر وأهم المهرجانات السينمائية في العالم، هو "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي"، إذ تُعرض أفلام رفيعة المستوى لأول مرة دوليًا أو في أمريكا الشمالية.
وفي كل عام، تُصبح العديد من الأفلام التي عُرضت في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي من أبرز الأفلام خلال موسم الجوائز في ذلك العام، خصوصًا جوائز الأوسكار، ومن المرجح ألا يكون عام 2025 استثناءً.
واحتفل مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2025 بـ"اليوبيل الذهبي" للحدث، وعرض مجموعة كبيرة من الأفلام المختارة من جميع أنحاء العالم.
ومع عرض أكثر من 200 فيلم روائي طويل على مدار 11 يومًا، فمن المستحيل ألا نجد بعض الأفلام دون المستوى، لكن في المقابل هناك عدد لا بأس به من الأفلام الرائعة التي نالت استحسان النقاد، وستبقى في أذهاننا لفترة طويلة بعد اختتام الحدث.
قائمة أفضل أفلام مهرجان تورنتو السينمائي 2025
من أفلام وثائقية عن مآسي غزة والأرجنتين إلى أفلام رعب ناجحة، وأخرى درامية مؤثرة، سلط موقع collider الضوء على أفضل أفلام عرضت في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2025، وتتضمن القائمة:
Good Boy
أحدث أفلام المخرج البولندي يان كوماسا، هو فيلم إثارة عن مجرم يبلغ من العمر 19 عامًا يُختطف ويُجبر على الخضوع لبرنامج إعادة تأهيل من قِبل زوجين مختلين عقليًا، يحاولان جعله "ولدًا صالحًا".
وعُرض هذا الفيلم، الذي يُخالف الأنماط، لأول مرة عالميًا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وعلى الرغم من أن طابعه الجريء سيُثير الجدل على الأرجح مع اقتراب موسم الجوائز، إلا أن طاقم التمثيل والسيناريو يُشكلان تهديدًا يُثير الاهتمام.
مع ترشيح ستيفن غراهام لجائزة إيمي عن فيلم "المراهقة" (Adolescence)، وحصول أندريا رايزبورو على ترشيح أوسكار جديد، وهو أحد أكثر ترشيحات الأوسكار إثارة للجدل في التاريخ الحديث، لا ينبغي الاستهانة بفيلم "الولد الصالح" كمرشح محتمل لجوائز الأوسكار.
Motor City
من قال إن مهرجانات الأفلام مخصصة لأفلام الفن؟ لعشاق أفلام الإثارة والحركة الجديرة بالجوائز، سيكون فيلم "مدينة السيارات" من الأفلام التي لا تُفوّت هذا العام. بقوته وعنفه، عُرض لأول مرة في أمريكا الشمالية في تورنتو بعد عرضه الأول في مهرجان البندقية.
أشار النقاد إلى أن سيناريو الفيلم ليس مميزًا، لكن مشاهد الحركة تُثير الأدرينالين، مع الأخذ في الاعتبار أداء آلان ريتشسون الاستثنائي. لن يُرشّح "مدينة السيارات" على الأرجح لجوائز مرموقة في فئات الأفلام الرئيسة، لكن جوانبه التقنية من تصميم الصوت المذهل إلى المشاهد الخطرة الاستثنائية ستُرشّح بالتأكيد.
Arco
فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي Arco، هو فيلم خيال علمي/ فانتازيا من إنتاج ناتالي بورتمان، يدور حول قوس قزح يهبط اضطراريًا من عام 3000 في المستقبل القريب للأرض. تشهد سقوطه فتاة صغيرة تُدعى إيريس، والتي عليها مساعدته على العودة إلى دياره.
كان مهرجان تورنتو السينمائي الدولي هو العرض الأول للفيلم في أمريكا الشمالية، كما عُرض مؤخرًا في مهرجان كان، إذ نال استحسانًا شبه كامل من النقاد.
بفضل جماله البصري، وجاذبيته العاطفية، وتناوله لمواضيع تغير المناخ التي تحظى بشعبية كبيرة في أفلام الرسوم المتحركة للأطفال، يمتلك "أركو" القدرة على أن يُذكر كواحد من أفضل أفلام الرسوم المتحركة في عشرينيات القرن الحادي والعشرين، كما أنه يمتلك القدرة على حصد بعض ترشيحات الجوائز الرئيسة.
Sacrifice
تدور أحداث فيلم Sacrifice في حفل خيري لجمع التبرعات، إذ يجد المشاهير ورجال المجتمع أنفسهم في خطر، عندما يقتحم نشطاء مسلحون المكان سعيًا وراء قطعة أثرية أسطورية قد تُطلق العنان لقوى خارقة للطبيعة.
فيلم "التضحية"، وهو إنتاج بريطاني أمريكي يوناني مشترك، حقق عرضه العالمي الأول نجاحًا باهرًا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. وهو فكاهيٌّ للغاية، ويضم طاقم التمثيل نجومًا مثل كريس إيفانز، وآني تايلور جوي، وسلمى حايك، المرشحة لجائزة الأوسكار.
المؤثرات البصرية مبهرة، والكتابة حادة بشكلٍ مُفاجئ، وطاقم التمثيل، خاصةً إيفانز المُصاب بالهستيريا، يستحق كل الثناء. فيلم "التضحية" ليس حكرًا على أي فئة من فئات الجوائز الكبرى، ولكن إذا استمرّ الضجيج مع مرور الأشهر، ووقع الناس في غرام عبقريته الساخرة، فقد يحصد ترشيحاتٍ فنيةً أو كتابيةً أو حتى تمثيليةً هنا وهناك.
Wasteman
تألق توم بلايث وديفيد جونسون معًا في فيلم "ويستمان"، الذي يُعرض عالميًا لأول مرة في تورنتو. إنه دراما جريمة تدور أحداثها حول تايلور، السجين المفرج عنه بشروط، الذي تُهدد آماله في بداية جديدة بوصول زميلته في الزنزانة دي. الفيلم مثير للتشويق بشكل لا يُصدق، دون أن يبدو مُفرطًا في الإثارة.
إجمالًا، يُثير فيلم "ويستمان" ضجة كبيرة في عرضه الأول، ومن المرجح أن يكون بلايث وجونسون تحديدًا مفاجأةً محتملةً خلال موسم الجوائز هذا العام.
The Christophers
فيلم "كريستوفرز" بطولة المرشح لجائزة الأوسكار إيان ماكيلين والحائز على جائزة إيمي ميكايلا كويل، ويدور حول أبناء فنان مشهور يستعينون بمزور لإكمال بعض اللوحات غير المكتملة والمهجورة منذ فترة طويلة حتى يكون لديهم ميراث عند وفاته.
وقد عُرض الفيلم لأول مرة عالميًا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ومن المرجح أن يحصل على بعض ترشيحات الجوائز.
John Candy: I Like Me
"أنا معجب بي" هو احتفال بأحد أبرز رموز الكوميديا وأكثرها شعبية، وليس من المستغرب أن يُعرض هذا الفيلم، الذي يتناول حياة وإرث هذا الرمز الكوميدي المحبوب من تورنتو جون كاندي، لأول مرة عالميًا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
حظي فيلم "أنا معجب بي" بإشادة واسعة لكونه رقيقًا ومعقدًا ومؤثرًا وبعيدًا عن المبالغة، وبالطبع، مُضحك بقدر ما يمكن توقعه من أي فيلم عن جون كاندي. هناك احتمال كبير أن يكون فيلم "جون كاندي: أنا معجب بي" مرشحًا لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل في عام 2026.
Blue Moon
يواصل ريتشارد لينكليتر نجاح فيلم الجريمة الكوميدي "هيت مان" بفيلمين كوميديين آخرين هذا العام: "الموجة الجديدة" و"القمر الأزرق"، وكلاهما يُعرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي هذا العام. وقد حظي كلاهما بتقييمات ممتازة ويستحقان المشاهدة، ولكن من حيث الضجة الإعلامية، يتفوق الأخير على الأول إلى حد ما.
وBlue Moon فيلم سيرة ذاتية يتناول صراع لورينز هارت مع إدمان الكحول ومشاكله النفسية، بينما يحاول الحفاظ على ماء وجهه خلال افتتاح فيلم "أوكلاهوما".
مع طاقم تمثيل استثنائي بقيادة إيثان هوك، الذي قدم أحد أفضل عروضه في السنوات الأخيرة، وسيناريو روبرت كابلو الذي يوازن بين الكوميديا والدراما ببراعة، وإخراج لينكليتر ببراعته البصرية المعهودة، سيكون فيلم "القمر الأزرق" بلا شك جوهرة تستحق المتابعة في موسم الجوائز.
Hedda
تدور أحداث هذه الدراما الرومانسية الملحمية حول امرأة، في ليلة عاطفية واحدة، تُجرّ إلى دوامة من التلاعب والعاطفة والخيانة.
"هيدا"، التي عُرضت لأول مرة عالميًا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، تتمتع بإمكانيات تُمكّنها من أن تُصبح واحدة من أفضل الأعمال المُقتبسة من مسرحية إلى سينمائية في السنوات الأخيرة. فعناصرها متوافرة، من مخرجة استثنائية إلى طاقم تمثيل مُتميز، كما أن السيناريو وتومسون نفسها، فضلًا عن تصميمات الأزياء والإنتاج، ستكون من أبرز الأعمال المُنافسة خلال موسم الجوائز.
No Other Choice
"لا خيار آخر"، فيلم كوميدي وإثارة عن رجل، بعد سنوات من البطالة، يضع خطة فريدة للحصول على وظيفة جديدة، وهي القضاء على منافسيه. وعرض الفيلم لأول مرة في "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي" في أمريكا الشمالية، لكنه عُرض بالفعل في "مهرجان البندقية السينمائي الدولي"، إذ حقق نجاحًا باهرًا.
مع 24 مراجعة، يحظى الفيلم حاليًا بنسبة موافقة 100% من النقاد على موقع "روتن توميتوز". العمل صادم، ومضحك، وغريب، ومعقد بكل الطرق التي يتوقعها معجبو بارك تشان ووك، ومن المؤكد أنه سيكون أحد أكبر النجاحات الدولية في موسم الجوائز هذا.
ويبدو أن الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لفيلم No Other Choice، والذي قد يكون الفيلم الأكثر إثارة للضجة في دورة هذا العام من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
