هي واحدة من الأيقونات التي لا تغيب عن ذاكرة الفن العربي، و"نجمة مصر الأولى" التي حفرت اسمها في تاريخ السينما بأدوار خالدة وقضايا إنسانية ومجتمعية صنعت منها رمزا نسائيا استثنائيا.
نبيلة عبيد، صاحبة المسيرة الفنية الممتدة التي جمعت بين الجماهيرية الواسعة والرصيد الإبداعي المحترم، تفتح قلبها في هذا اللقاء الخاص لتتحدث عن محطات صنعت مجدها، وتستعيد مواقف جمعتها بكبار الفنانين، وفي مقدمتهم الراحلة سميحة أيوب.
في حوار يتسم بالصراحة والحنين، تتحدث نبيلة عبيد عن رؤيتها لمستقبل البطولات النسائية في السينما، وتُعلق على واقع الإنتاج الحالي، كما تكشف عن كواليس مشروعها الدرامي الجديد في السعودية، وتفاصيل تجربتها التي تعيدها إلى الشاشة بعد غياب طويل.
سميحة أيوب كانت وستظل واحدة من أعمدة الفن المصري والعربي. قدمت أعمالاً خالدة في المسرح والدراما والسينما، وهي قدوة لأجيال كثيرة من الفنانين. سعدت جدا بمشاركتي معها في مسلسل "سكر زيادة". ندعو لها جميعا بالرحمة والمغفرة.
الظروف الإنتاجية تغيّرت كثيرا. في الماضي، كانت البطلة تستطيع قيادة فيلم كامل، أما الآن فالوضع اختلف؛ إذ لا أرى أن النجمات الحاليات مقصرات، لكن نوعية الإنتاج وطبيعة السوق لعبتا دورا كبيرا في تراجع هذا النوع من البطولات.
نعم، أنا راضية تماما. قدمت مسيرة طويلة، تعاونت فيها مع كبار المخرجين والكتّاب، وحصلت على جوائز وتكريمات كثيرة. لكن الأهم بالنسبة لي أنني ما زلت أشعر بمحبة الجمهور، وهذا هو الحلم الأكبر لأي فنان.
كل فيلم قدمته يحمل لي ذكرى خاصة، لكن إذا أخذنا برأي الجمهور والنقاد، فإن "الراقصة والسياسي" كان له تأثير كبير، وحقق نجاحًا لا يُنسى. كانت رسالته قوية، وجمهوري أحبني كثيرا في هذا الدور.
ببساطة، أحببت فني ووهبته حياتي. كنت أدرس كل تفصيلة، أجلس بالساعات مع المؤلفين والمخرجين، وأرفض التسرع أو التنازل. لم يكن هناك شيء في حياتي يسبق الفن. ضحيت بأشياء كثيرة، منها تكوين أسرة، لأنني كنت مؤمنة أن النجاح الحقيقي يتطلب تفرغا كاملا.
بالفعل، أنا اخترت هذا الطريق بإرادتي. كنت أخشى أن يؤثر الإنجاب على مظهري ولياقتي كممثلة، وقررت أن أكرّس حياتي للفن. لم أندم لحظة؛ لأن محبة الجمهور كانت دائما في حياتي، وملأت فراغات كثيرة.
أن يتمسكوا بالصدق في الأداء، وأن يبحثوا عن موضوعات تعبّر عن الناس وتلامس قضاياهم. هناك طاقات شابة رائعة، وأتمنى أن يستغلوا موهبتهم في تقديم أعمال تعيش طويلًا كما فعل جيلي.
أشارك حاليا في مسلسل سعودي بعنوان "جذوة"، وهو لا يندرج ضمن السباق الرمضاني. العمل لا يزال في مرحلة الكتابة، ويقدّم قصة مختلفة تماما، فيها عمق وتطورات درامية كبيرة. الشخصية التي ألعبها مفاجأة، ولن أُفصح عنها الآن.
الكاتب والمنتج خالد الراجح قدّم لي فكرة العمل، وشعرت بانجذاب فوري. القصة جديدة والدور يتضمن تحديات أحببتها. وأنا شخصيا أتابع مراحل التحضير بدقة؛ لأن هذا العمل هو عودتي بعد غياب، وأتمنى أن يكون على قدر التوقعات.
أبدا، لم أشعر بالقلق. أنا دائما أبحث عن دور يضيف لتاريخي ويكون له تأثير جديد ومختلف تماما عما قدمته من قبل، وأنا أؤمن أن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن المغامرة وتحدي نفسه.
أنا سعيدة جدا بهذه التجربة. هذه ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع فنانين عرب، وأؤمن أن التعاون العربي المشترك يقدّم للجمهور مادة فنية غنية ومتنوعة. كما أنني أتابع عن كثب تطور الدراما السعودية، وهو تطور كبير وملحوظ.
ما يحدث الآن في السعودية من تطور في السينما والدراما شيء مبهر. هناك دعم واضح للفن، وبنية تحتية قوية لصناعة المحتوى، وهذا سيعود بالنفع على المنطقة كلها. أنا فخورة بأن أكون جزءا من هذا الحراك.
لم أجد قصة أو دورا يليق بتاريخي، لذلك قررت الغياب بدلا من تقديم عمل لا يضيف لي. كنت أتابع الأعمال وأتمنى العودة، لكنني انتظرت الفرصة التي تشعرني أنني أعود بقوة وليس لمجرد الوجود.
أقول لهم: شكرا من القلب. حبكم ودعمكم هما الدافع الأول لكل ما قدمته وسأقدمه. أعدكم أن أعود بعمل يستحق انتظاركم، ويعبّر عني كما اعتدتم مني دائما.