لم يكن توم ستوكر، الرجل السبعيني من ولاية نيوجيرسي، يتوقع يومًا أن تتحوّل رهبة الطيران التي لازمته طويلًا إلى شغف يجعله أحد أشهر المسافرين الجويين في العالم.
فقد اعتاد في السابق أن يلجأ إلى الصلاة أو المسكنات لتهدئة أعصابه كلما صعد على متن طائرة، لكن القدر كان يُعدّ له رحلة مختلفة تمامًا.
في عام 1990، طرحت شركة "يونايتد إيرلاينز" عرضًا استثنائيًا: تذكرة سفر غير محدودة مدى الحياة بدرجة رجال الأعمال مقابل 290 ألف دولار.
كثيرون تجاهلوا الفكرة، لكن توم لم يتردد، فقد دفع المبلغ فورًا، ليبدأ فصلًا جديدًا من حياته، لم يكن ليخطر له على بال.
منذ ذلك القرار، حلق توم لمسافات تفوق الخيال. تجاوز مجموع أمياله 24 مليون ميل عبر أكثر من 12 ألف رحلة جوية، ما يعادل الذهاب إلى القمر والعودة 50 مرة. وفي طريقه، زار أكثر من 100 دولة، حوّل خلالها العالم إلى ملعب مفتوح.
تحوّل توم من مجرد راكب دائم إلى رمز داخل الشركة، فقد كرمته "يونايتد إيرلاينز" بتسمية طائرتين باسمه، بينما أصبح مقعده المفضل "1B" معروفًا لدى الطاقم بـ"البيت الثاني"، كل رحلة كانت قصة جديدة، وكل وجهة محطة في أسطورته الشخصية.
لم تقتصر رحلة توم على الأماكن، بل غيّرت التذكرة مجرى حياته العاطفية أيضًا، ففي إحدى رحلاته إلى هاواي، وبعد أن كان قد قطع خمسة ملايين ميل، التقى زوجته، ليبدآ معًا رحلة مختلفة من نوع آخر.
ومنذ ذلك الحين، عاشا معًا أكثر من 120 شهر عسل، متنقلين بين السماء والبحر، يحملان حبًّا بدأ في الجو واستمر بين الغيوم.
قصة توم ستوكر ليست مجرد حكاية سفر، بل مثال حي على كيف يمكن لقرار واحد أن يغيّر الحياة بالكامل.
ومن شخص كان يخشى الإقلاع، إلى رجل كتب اسمه في تاريخ الطيران، يؤكد توم أن السماء ليست حدودًا، بل بداية.