في الأفلام الرومانسية الشهيرة، الإجابة على سؤال "هل ينجذب الشخصان المختلفان كالأضداد؟" تكون الإجابة دائماً: نعم وبكل تأكيد!
فقصص الحب الأكثر إثارة غالبًا ما تبدأ بشخصين لا يجمع بينهما شيء: الانطوائية الحالمة التي تقع في حب الشاب الاجتماعي المتألق، أو المتفائلة الحالمة التي تنجذب للرجل الغامض الواقعي.
السؤال الحقيقي هو: هل تدوم هذه العلاقات؟
وفقا لخبراء العلاقات الأسرية، فإن الشعور بالإثارة الناتج عن الانجذاب لشخص مختلف تماما هو ما يعطي للعلاقة هذا الوهج الأولي. إذ إن الاختلاف يجذبنا لأنه يفتح لنا نافذة على جانب لا نراه في أنفسنا، لكن هذا لا يعني أن العلاقة مبنية لتدوم.
السبب قد يكون ببساطة أننا لا نريد نسخة مكررة من أنفسنا، إذ إن التشابه الزائد يجعل العلاقة راكدة ومملة، بينما بعض الاختلافات تخلق توازنًا جميلاً.
تخيلي مثلاً امرأة منظمة تخطط لكل تفصيل في عطلتها، تقابل شريكا عفويا يحب أن يترك الأمور للصدفة. هذا التباين قد يبدو مربكا في البداية، لكنه يمنح العلاقة مرونة وتوازنا بين الانضباط والحرية.
وبالمثل، قد تساعدك العلاقة مع شريك أكثر عاطفية وابتكارا على اكتشاف جانبك الحساس، خاصة إن كنتِ عقلانية وتحليلية بطبعك.
في بداية العلاقة، قد تكون هذه الاختلافات جذابة ومثيرة. لكن مع مرور الوقت، تبدأ الفروقات الحقيقية في الظهور، خصوصا في أسلوب التواصل، أو طريقة إدارة المال، أو حتى في الروتين اليومي.
ومع تراكم هذه التباينات، تبدأ العلاقة في فقدان تناغمها، ولكن ينبغي أن نعلم أن كل علاقة تختلف عن الأخرى، فبعض الأزواج يتجاوزون الاختلافات السياسية أو الدينية بسهولة، بينما يجدها آخرون غير قابلة للتفاوض.
حتى التفاصيل الصغيرة مثل اختلاف مواعيد النوم أو معايير النظافة قد تتحول إلى هوة عميقة بين الطرفين.
يتفق الخبراء على أن هناك اختلافات جوهرية يصعب التغاضي عنها، مثل:
هذه العناصر تحدد ما إذا كانت العلاقة قادرة على الاستمرار، لأنها ترتبط بالقبول الحقيقي وبناء مستقبل مشترك.
إليكِ بعض الأسئلة التي تساعدك على تقييم علاقتك:
إذا كانت الاختلافات دائماً ما تؤدي إلى صدامات من دون حلول واضحة، فهذا مؤشر على عدم التوافق.
العلاقة الصحية لا تتطلب منك أن تغيري جوهركِ من أجل إرضاء الطرف الآخر.
الاختلاف ليس دائما سببًا لفشل العلاقة، بل يمكن أن يكون مصدر قوة إذا كان مبنيا على الاحترام والقبول. لكن، لا تسمحي لأي علاقة أن تطفئ جوهركِ أو تطلب منكِ أن تكوني "أقل" لتناسبي شخصاً آخر. فالتوافق الحقيقي لا يعني التطابق، بل التوازن والاحتواء.