هل وجدتِ نفسكِ ذات يوم تنتظرين ردا لم يأتِ؟ تتصفحين رسائلكِ بقلق، تتساءلين: هل فعلتُ شيئا خطأ؟ ثم تكتشفين أنه اختفى فجأة من دون وداع أو تفسير. نعم، لقد اختفى كما لو لم يكن!
لكن السؤال الأهم الآن: كيف تتجاوزين التلاشي الصامت من دون أن تراسليه مجددا؟
في زمنٍ أصبحت فيه العلاقات السريعة والاختفاء المفاجئ أمرًا شائعًا، بات تجاوز التجاهل الصامت أو ما يُطلق عليه الـGhosting تحديًا عاطفيًا حقيقيًا.
إليكِ دليلا سهلا وفعالا لتجاوز هذا الشعور المُحبط من دون أن تقعي في فخ إرسال رسالة جديدة!
اسألي، لكن لا تنتظري جوابًا إذا كانت علاقتكما تستحق كما تظنين، لا ضير في أن تسأليه بلطف: مر وقت طويل ولم أسمع منك، هل كل شيء بخير؟
لكن تذكري: قد لا يرد أبدًا. وإن فعل، قد لا يكون الجواب كما تتمنين. لذا فإن الأهم ألا تجعلي هذا الرد (أو غيابه) شرطًا لسلامكِ الداخلي. إليك طرق تتجاوزين بها التجاهل الصامت:
حين يتلاشى أو يختفي شخص ما من حياتكِ من دون كلمة، تشعرين وكأنكِ غير كافية. لكن الحقيقة؟ الاختفاء أو التجاهل الصامت غالبا ما يدل على ضعفٍ في قدرة الطرف الآخر على التواصل، لا على قيمتكِ الشخصية.
لذا لا تظلمي نفسكِ بتحليلات قاسية لأن المشكلة ليست بكِ.
من المؤكد أنه لا يُحبي، ربما كنت مزعجة في أغلب الأحيان. هذه الأفكار تظهر سريعا بعد تجاهله. لكن توقفي لحظة: هل لديكِ أدلة حقيقية؟ أم أنها مجرد افتراضات؟ اختاري أن تصدقي القصص الواقعية، لا القصص التي تجرحكِ من دون سبب.
افتحي صفحة بيضاء أو تطبيق الملاحظات على هاتفك واكتبي كل ما تريدين قوله له. كوني صادقة ومندفعة وحتى غاضبة، لكن لا ترسليها بالطبع؛ لأن هذه الرسالة لكِ أنتِ لتفريغ مشاعركِ، لا له. ستشعرين بعدها براحة مفاجئة.
صور أو محادثات أو منشورات قديمة، هذه كلها تُعيدكِ إلى الوراء. لذا لا تترددي في حذفها أو على الأقل إخفائها. وإن كانت رؤيته على مواقع التواصل الاجتماعي تؤلمكِ؟ اعملي له "mute" أو Unfollow بلا ندم لأن سلامكِ أهم من أي إشعار.
عوضا عن التفكير بمن اختفى وتجاهلك ورحل، التفتِي إلى من بقي بجانبك من يهتم بك ويراسلك ويتأكد إن كنت بخير يوميًا.
صديقتكِ التي تسأل عنكِ أو أختكِ التي تضحككِ أو تلك الزميلة التي تذكرت أنكِ تحبين القهوة بالحليب النباتي.
تجاوز التلاشي الصامت لا يبدأ برسالة تُرسلينها له، بل برسالة تُوجهينها لنفسكِ.. قولي لنفسك: أنا أستحق من يختار البقاء، لا من يختار الاختفاء والتجاهل والصمت.
في كل مرة تشعرين بالضعف، عودي إلى هذا المقال لتتذكري دليلك لكي تتجاوزين التجاهل أو الاختفاء الصامت من دون أن تراسليه مجددًا؟