من الممكن أن تعود الثقة كما كانت، بل ويمكن لعلاقتكما أن تصبح أقوى من قبل.
وسواء كانت الخيانة هي الكذبة الكبرى، أو مجرد مجاملة صغيرة مثل "أحببت اللازانيا!" بينما هو في الواقع لا يطيقها، فالكذب يترك ندبة.
أحياناً تكون الخيانة على شكل شراء ضخم ببطاقة الائتمان من دون علمك. وأيا كان حجم الكذبة، فإنها تترك وراءها شعورا بالخذلان، وتهز أمانك الداخلي، وتخلق مسافة بينكما.
وفقا للمختصين فإن أساس أي علاقة ناجحة هو الثقة والتواصل، بدونهما، يبدأ الشك بالتسلل، وتبدأ المشاكل بالظهور. والنتيجة؟ توتر، قلق، وربما اختناق عاطفي.
الخبر الجميل هو أن الكذب لا يعني نهاية العلاقة. وصحيح أن استعادة الثقة ليست بالأمر السهل، لكنها ليست مستحيلة أيضا. فقط تحتاجان إلى الوقت والنية الصافية والجهد المشترك.
غضب؟ حزن؟ خيبة أمل؟ كل هذه المشاعر طبيعية، فلا تحاولي دفنها أو تجاهلها.
خذي وقتك، بكاء وفضفضة مع صديقة، أو حتى كتابة مشاعرك، المهم أن تعترفي بما تشعرين به، لأن تجاهل مشاعرك سيؤخر شفاءك.
أسئلة كثيرة قد تدور في رأسك: لماذا كذب؟ هل يخبئ شيئا آخر؟ لا بأس.
من حقك أن تعرفي الحقيقة، لكن انتبهي، إذا تهرب من الحديث أو رمى اللوم عليكِ، فهذه إشارات خطر تستحق الانتباه.
لا يمكنكما بناء المستقبل إن لم تناقشا ما حصل، كوني صادقة، واطلبي منه أن يكون كذلك.
لا تتجنبي الموضوع، لأن ما لا يُقال اليوم سيعود لاحقا بشكل أسوأ.
أنت لا تريدين أعذارا، لكن لو قرر أخيرا أن يشرح، فحاولي أن تستمعي بلا مقاطعة.
استخدمي لغة تعبر عن شعورك، مثل: "أنا تأذيت" بدلا من: "أنت خائن". الطريقة التي تعبرين بها تساعد أو تدمر الحوار.
الكلام الجميل سهل، لكن التغيير الحقيقي يُقاس بالأفعال.
هل يعتذر إذا أخطأ؟ هل يفتح قلبه عندما ينزعج؟ أم يعود لنفس سلوكياته القديمة؟ راقبي بصمت.
فالثقة لا تُستعاد بالكلام فقط، بل بالمواقف المتكررة.
تفتيش الهاتف؟ مشاركة كلمات المرور؟ تتبع الموقع؟ قد تبدو هذه حلولا، لكنها غالبا تخلق توترا جديدا.
بدلا من المراقبة، تحدثي معه عن احتياجاتك بوضوح، ضعي حدودا واتفاقات جديدة، واتركي له مساحة ليثبت أنه جدير بثقتك من جديد.
نعم، ستتذكرين الكذبة أحيانا، وربما تنهارين من جديد، هذا طبيعي.
لكن التركيز على الجرح فقط يعمّق الألم ويمنع التعافي. إذا كنتِ فعلا ترغبين في إعطاء العلاقة فرصة، فالخطوة التالية هي: "كيف نُعيد بناء ما هُدم؟"
موعد غرامي بسيط؟ جلسة مصارحة أسبوعية؟ العودة للضحك؟ خطوات صغيرة كهذه تعيد الحياة للعلاقة، وتمنحها بداية جديدة.
السؤال الذي يشغل الجميع: "متى سأثق به مجددا؟"
الإجابة؟ لا أحد يعلم، لأن العملية ليست خطأ مستقيما.
هناك أيام تشعرين بأن كل شيء تحسن، وأيام أخرى تشعرين وكأن الجرح ما زال مفتوحا.
وإذا وجدتِ نفسك عالقة، لا بأس من الاستعانة باختصاصي نفسي أو علاج زوجي. أحياناً نحتاج مرآة خارجية لترينا الأمور بوضوح.
في النهاية، لا أحد يستطيع تغيير الماضي، لكنك قادرة مع شريكك، إن توفرت الإرادة، على خلق حاضر أقوى، وربما علاقة أنضج من ذي قبل.