في حياة كلّ إنسان لحظة يتوقّف فيها الزمن… لا لأن الساعة توقفت، بل لأن القلب خفق في لحظة غير مناسبة، تجاه شخص غير متاح، في وقت لا يسمح للحب بأن يكبر.
فتجد نفسك عالقًا بين ما تشعر به، وما يجب أن تشعر به، بين ما تتمناه، وما يفرضه الواقع.
هذا هو الحبّ الذي لا يملك تذكرة عبور… لأنه ببساطة جاء متأخرًا، أو ربما مبكرًا أكثر من اللازم.
نلتقي بأشخاص في أوقات خاطئة:
وهنا تبدأ الحكاية المعقّدة: مشاعر صادقة، لكن مربكة. انجذاب لا يمكن إنكاره، لكن لا يمكن ترجمته إلى واقع. تواصل يلمع في العيون، لكن تُطفئه الظروف.
المشاعر بحدّ ذاتها لا تُخطئ. ما نشعر به لا يخضع للمنطق أو التوقيت. لكن الطريقة التي نختار أن نتصرف بها تجاه هذه المشاعر، هي ما يصنع الفرق.
فالحبّ، حين يأتي في وقت خاطئ، لا يعني بالضرورة أنه حبّ سيّئ. لكنه، غالبًا، حبّ محفوف بالأسئلة، بالقلق، وبالندم المؤجل.
أحيانًا لأننا نفتقد شيئًا في علاقتنا الحالية فننجذب لمن يُشعل ما هو خامد في داخلنا.
وأحيانًا لأن الأرواح تتعرف إلى بعضها، حتى لو لم يكن العقل جاهزًا للاعتراف.
وأحيانًا ببساطة لأن الحياة لا تتعامل مع الترتيب، بل بالمصادفات، والتوقيت المتعسّر، والقلوب التي لا تنتظر الإذن.
أمام هذا النوع من المشاعر، يقف البعض حائرين:
لا. فقد لا يكتمل، لكنه يُعلّم. قد لا يُتوّج بعلاقة، لكنه يفتح نوافذ لفهم الذات، لرؤية ما نحتاجه فعلًا، ولماذا انجذبنا في هذا التوقيت تحديدًا. قد يكون بمثابة مرآة… تُظهر لنا كم نحن عطشى للحب، أو كم نحن تائهون في علاقات لا تشبهنا.
لا تنكر الشعور، لكن لا تدعه يقودك.
اسأل نفسك: هل هذا حبّ حقيقي، أم مجرد رغبة في الهروب؟ ضع القيم والالتزامات نصب عينيك. ثم قرر... كيف تحمي قلبك، وتحترم قلب الآخر.
ليس كل حبّ كُتب له أن يُزهر. أحيانًا، نلتقي بالشخص المناسب في الزمن الخطأ. وأحيانًا، نكون نحن الشخص الخطأ في حياة شخص مناسب. الحب لا يخضع للروزنامة… لكنه يعلّمنا، يهزّنا من الداخل، يترك فينا أثرًا قد لا يُشفى، ومع ذلك يجعلنا أصدق، وأعمق، وأكثر فهمًا لما نريده حقًا.
فحين تأتي المشاعر في غير أوانها، لا تنكرها… بل استمع إليها جيدًا، ثم اختر بعقلك ما لا يكسرك قلبك لاحقًا.