ربما لم تسمع سابقا، مصطلح "البدو الرقميون"، الذي انتشر في السنوات الأخيرة، تزامنا مع التقدم التكنولوجي والوصول إلى الإنترنت فائق السرعة بأي مكان في العامل.
"البدو الرقميون"، ليسوا مرتبطين بموقع جغرافي محدد لأداء وظائفهم، بل يستفيدون من الأدوات والراحة الرقمية لإنجاز مهامهم عن بُعد؛ ما يتيح لهم حرية التنقل والعيش في أماكن مختلفة حول العالم.
إذ لا يرتبط "البدو الرقميون" بمفهوم العمل السابق، والذهاب إلى مكتب تقليدي، من الساعة التاسعة إلى الخامسة على سبيل المثال. فقد منحت التكنولوجيا مجالا جديدا للأشخاص للجمع بين العمل والسفر واكتشاف ثقافات متنوعة والاستمتاع في حياتهم.
يستثمر "البدو الرقميون" الفرصة الجديدة من تكنولوجيا وسرعة إنترنت، للموازنة بين حياتهم المهنية والشخصية، حيث يختارون بأنفسهم مكان إقامتهم وطريقة عملهم، ويمثلون جيلا جديدا من المهنيين الذين يمتازون بالمرونة.
ووفقا لموقع Digital Nomads World، فإن البدو الرقميين هم أفراد يستخدمون التكنولوجيا لأداء وظائفهم وكسب دخلهم بشكل مستقل عن موقعهم الفعلي.
ويضيف الموقع أن "البدو الرقميين"، يعيشون أسلوب حياة يتميز بالترحال، حيث ينتقلون من مكان إلى آخر، سواء كانت مدنا مختلفة أو حتى دولا متعددة، مع الحفاظ على قدرتهم على العمل بفعالية عن بُعد.
وبدأ وفق الموقع هذا النمط يزداد شعبية بفضل سهولة الاتصال بالإنترنت وتوفر الأدوات والمنصات الرقمية التي تسهل التعاون والتواصل عن بعد.
إليك ميزات "البدو الرقميون" على المستوى المهني:
يمثل التحرر من القيود الجغرافية أحد أهم المزايا التي يتمتع بها البدو الرقميون.
فهم ليسوا ملزمين بالعيش في مدينة معينة بسبب وظائفهم، بل يمكنهم اختيار المكان الذي يناسب نمط حياتهم وتفضيلاتهم الشخصية. سواء كانوا يفضلون الاسترخاء على شواطئ استوائية، أو استكشاف مدن تاريخية، أو الانغماس في ثقافات جديدة، فإن البدو الرقميين لديهم القدرة على تحقيق ذلك.
هذه المرونة تمتد أيضا إلى جدول عملهم، حيث يمكنهم في كثير من الأحيان تحديد ساعات عملهم بما يتناسب مع طاقتهم وأهدافهم؛ ما يسهم في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية.
إن القدرة على العمل من أي مكان وفي أي وقت تمنحهم شعورا بالاستقلالية والتحكم في حياتهم الذي لا مثيل له؛ ما يعزز رضاهم وسعادتهم بشكل عام.
يوفر أسلوب حياة البدو الرقميين فرصا لا تقدر بثمن للنمو الشخصي والثقافي. من خلال التنقل المستمر والتعرض لبيئات وثقافات مختلفة، يكتسب هؤلاء الأفراد وجهات نظر جديدة للعالم وتحديات الحياة.
إذ يتعلمون التكيف مع الظروف المتغيرة، وتطوير مهارات التواصل بين الثقافات، وبناء شبكات علاقات متنوعة. إن الانغماس في ثقافات جديدة يوسع آفاقهم الفكرية، ويعزز إبداعهم وقدرتهم على حل المشكلات بطرق مبتكرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مواجهة التحديات والصعوبات التي تصاحب السفر والعيش في أماكن غير مألوفة تسهم في بناء الثقة بالنفس والمرونة والقدرة على التعلم المستمر.
هذه التجارب تثري حياتهم بشكل لا يمكن تحقيقه من خلال البقاء في بيئة واحدة.
يمكن للبدو الرقميين الاستفادة من فروق تكاليف المعيشة بين البلدان والمناطق المختلفة. من خلال اختيار الإقامة في أماكن ذات تكلفة أقل، يمكنهم توفير جزء كبير من دخلهم مع الحفاظ على مستوى معيشي جيد أو حتى تحسينه.
وهذا يسمح لهم بتخصيص المزيد من الموارد للاستثمار في تطوير مهاراتهم، أو السفر بشكل أكبر، أو تحقيق أهداف مالية أخرى.
علاوة على أن العيش في بيئات مختلفة يمكن أن يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة من جوانب أخرى، مثل الاستمتاع بمناخ أفضل، أو الوصول إلى طبيعة خلابة، أو تجربة أطعمة وثقافات متنوعة.
فالقدرة على اختيار مكان الإقامة بناءً على عوامل متعددة تتجاوز مجرد فرص العمل تمنح البدو الرقميين ميزة كبيرة في تحقيق أسلوب حياة يرضيهم ويلبي احتياجاتهم بشكل أفضل.
نموذج "البدو الرقميون" يتزايد حاليا بين جيل الشباب؛ لأنه يجمع بين العمل والسفر والنمو الشخصي، متجاوزا ظروف الوظيفة والمكان.
وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجه هذه الفئة، إلا أن الإيجابيات التي يحققونها تجعل هذا النمط جذابا لهم.