الدفع باستخدام بصمة الوجه أصبح أساسيا من حياتنا الرقمية، فبمجرد فتح الهاتف يتم إنهاء المعاملات المصرفية.
ومع هذه التقنية الجديدة والتطور التكنولوجي، لا شك أن سؤال الخصوصية والأمان يثير التساؤلات، وهل هو فعلا الحل الأمثل الذي يجمع بين السرعة والسهولة، أم أنه يمثل تهديدا جديدا لخصوصيتنا.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذه التقنية ثورة حقيقية في عالم المعاملات المالية، يعتقد آخرون أنها قد تفتح الباب أمام مخاطر غير متوقعة تتعلق بالبيانات الشخصية.
الدفع ببصمة الوجه.. أمان أم تهديد للخصوصية؟
تعتبر تقنية الدفع ببصمة الوجه آمنة للغاية لأنها تعتمد على خصائص فريدة لكل فرد، إذ لا يمكن تزوير هذه البصمات بسهولة، على عكس كلمات المرور التي يمكن سرقتها أو تخمينها.
كما أن الأنظمة الحديثة تستخدم تقنيات متطورة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد واكتشاف الحيوية للتمييز بين الوجه الحقيقي والصورة؛ ما يجعلها أكثر أماناً ضد الاحتيال.
ويشير موقع TechCrunch المتخصص في أخبار التكنولوجيا إلى أن أنظمة التعرف على الوجه المستخدمة في الدفع الإلكتروني أصبحت أكثر تعقيدا وأمانا بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي.
وهذه الأنظمة لا تعتمد فقط على مطابقة الأبعاد، بل تحلل أيضا الأنماط الحيوية الدقيقة مثل حركة العين لضمان أن الوجه المعروض هو وجه حقيقي. هذا التطور يجعل من الصعب جدا خداع النظام.
أمان وخصوصية
الدفع بالوجه يوفر مستوى عالي من الأمان ضد السرقة المادية أو الإلكترونية، فإذا سُرق هاتفك، لا يمكن لأي شخص آخر استخدامه لإجراء عمليات دفع؛ لأن النظام يتطلب بصمة وجهك أنت.
وهذا يقلل من مخاطر الوصول غير المصرح به إلى حساباتك المصرفية أو تطبيقات الدفع؛ ما يمنح المستخدمين راحة بال أكبر.
الاستخدام الثانوي للبيانات
قد تستخدم الشركات التي تجمع بيانات الوجه هذه لأغراض أخرى غير الدفع، مثل الإعلانات الموجهة أو المراقبة.
وهذا يفتح الباب أمام قضايا أخلاقية تتعلق بخصوصية الأفراد، وعلى المستخدمين أن يكونوا على دراية بسياسات استخدام البيانات لهذه الشركات، وأن يقرروا ما إذا كانوا مستعدين للتنازل عن جزء من خصوصيتهم مقابل الراحة والسرعة.
في المحصلة، الدفع ببصمة الوجه يوفر راحة وأمانًا لا مثيل لهما؛ ومع ذلك، يجب أن يعي المستخدم ضرورة عدم منح الثقة الكاملة للشركات التي تتعامل مع البيانات الحساسة.
