ودّعت بيرو أحد أعظم أدبائها، ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب، بعد أن نُقل جثمانه إلى محرقة تابعة للجيش في العاصمة ليما، تنفيذاً لوصيته الخاصة التي نصّت على حرق رفاته دون مراسم رسمية.
انطلقت مراسم التوديع من منزله الكائن في حي بارانكو، حيث أُقيمت جنازة عائلية مقتصرة على المقربين. ثم غادر النعش الخشبي الداكن محمولاً وسط موكب جنائزي مهيب ضم سيارات العائلة والأصدقاء، متجهاً جنوب العاصمة نحو منشأة عسكرية خُصصت لحرق جثمانه، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
توفي الكاتب في منزله، يوم الأحد 13 أبريل/نيسان 2025، عن عمر ناهز 89 عاماً، محاطاً بأبنائه: ألفارو، غونزالو، ومورغانا، الذين أعلنوا خبر الوفاة عبر بيان نُشر على منصة "إكس".
ورغم أن البيان لم يوضح السبب المباشر للوفاة، فإن تقارير إعلامية سابقة أشارت إلى تدهور صحته منذ عودته إلى ليما العام 2024، بعد سنوات طويلة قضاها في مدريد.
أكدت عائلة يوسا أن الكاتب الراحل أوصى بحرق جثمانه، ورفض إقامة أي مراسم عامة أو مظاهر حداد رسمي.
مع ذلك، قررت الحكومة البيروفية إعلان يوم الاثنين التالي يوم حداد وطنياً، وجرى تنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية احتراماً لمسيرته.
ولد يوسا في أريكيبا العام 1936، وارتقى ليصبح أحدة أعمدة الأدب اللاتيني الحديث، ووجهاً بارزاً في حركة "الطفرة الأدبية" في أمريكا الجنوبية.
اشتهر الراحل بأعماله العميقة، مثل: "المدينة والكلاب"، "محادثة في الكاتدرائية"، و"حفلة التيس"، التي استعرض فيها تعقيدات السلطة والهويّة من خلال أساليب سردية متعددة الأصوات.
لم يقتصر حضوره على الأدب فحسب، بل خاض غمار السياسة حين ترشّح للرئاسة في بيرو العام 1990، في تجربة وثّقها لاحقاً في مذكراته "السمكة في الماء".
كما عكست رواياته، مثل "زمن البطل" ملامح من سيرته الذاتية، خاصة تجربته في الأكاديمية العسكرية خلال شبابه.
برحيل فارغاس يوسا، فقد العالم أحد أعظم الأصوات الأدبية التي صوّرت صراعات الفرد مع السلطة والمجتمع بأسلوب فني عابر للحدود. وبينما احترمت بيرو رغبته في الهدوء، فإن إرثه سيظل صاخباً في ذاكرة الأدب العالمي.