تعد جوائز إيمي واحدة من أهم الجوائز العالمية التي تمنح للأعمال التلفزيونية، فهي بمثابة "الأوسكار" الخاص بالشاشة الصغيرة، فاسمها أصبح معنى للنجاح والشهرة، وكل فنان يحلم بالوقوف على خشبة المسرح وهو يحمل هذا التمثال الذهبي، لكن هل تساءلت يومًا عن أصل الاسم؟ ولماذا اختارت الأكاديمية هذا اللقب بالتحديد؟ ولماذا صُمّم التمثال بهذا الشكل الفريد؟
الحقيقة أن وراء الاسم والشعار قصة شيقة تمزج بين التقنية والفن، بدأت مع قطعة إلكترونية صغيرة في كاميرات الأربعينيات، وانتهت بتمثال صار أيقونة عالمية.
لماذا سُمّيت جوائز الإيمي بهذا الاسم؟
البداية كانت، العام 1949، حين أرادت أكاديمية فنون وعلوم التلفزيون أن تُنشئ جائزة رسمية لتكريم المبدعين في صناعة التلفزيون، في ذلك الوقت كان جهاز التلفزيون حديث العهد، وتطور بفضل قطعة تقنية مهمة تسمّى Image Orthicon tube، وهي أنبوب استخدم في كاميرات البث لتسجيل الصور بجودة أوضح.
المهندسون الذين عملوا في هذا المجال أطلقوا على هذه القطعة اسمًا ودودًا مختصرًا هو "Immy"، وبما أن الفضل في تطور التلفزيون يعود لهذه التقنية، اقترح المهندس هاري لوبك أن تحمل الجائزة اسم "Immy".
لكن بعد تصميم التمثال، بدا واضحًا أن الشكل أنثوي، حيث ظهر كامرأة بأجنحة تحمل ذرة، لذلك قررت الأكاديمية أن تغيّر الاسم إلى "Emmy" ليصبح أكثر انسجامًا مع الصورة الأنثوية، وأيضًا أكثر سلاسة في النطق والانتشار عالميًا.
إلى ماذا يرمز شعار جوائز الإيمي؟
التمثال الذهبي الذي يرمز لجوائز الإيمي صمّمه المهندس والفنان لويس ماكمانوس العام 1948، مستخدمًا زوجته كعارضة لشكل التمثال، لكن قبل اعتماد التصميم النهائي، رفضت الأكاديمية أكثر من 47 تصميمًا، ما يؤكد حرصها على إيجاد رمز خالد.
أما الرمزية فهي عميقة للغاية، حيث إن الأجنحة ترمز إلى الإلهام الفني والإبداع، والذرة أو الإلكترون ترمز إلى العلم والتكنولوجيا التي يقوم عليها التلفزيون، وبهذا أصبح التمثال يجمع بين الفن والعلم، ليجسد طبيعة التلفزيون كوسيط يجمع الخيال بالابتكار التقني.
يبلغ وزن التمثال حوالي 6 كيلوغرامات، بينما يصل ارتفاعه إلى حوالي 40 سنتيمترًا، فهذا الحجم يجعله مميزًا على المنصة، ويعكس فكرة أن التلفزيون عالي القيمة رغم أنه يبدو بسيطًا كوسيلة عرض.
متى بدأت جوائز الإيمي؟
أول حفل لتوزيع جوائز الإيمي أُقيم، في 25 يناير/ كانون الثاني 1949، في نادي هوليوود أثليتيك في مدينة لوس أنجلوس، في البداية، اقتصرت الجوائز على الأعمال المحلية في لوس أنجلوس، ولم يكن يتوقع أحد أن تتحول هذه الجائزة الصغيرة إلى حدث عالمي.
لكن مع انتشار التلفزيون على نطاق أوسع في أمريكا خلال الخمسينيات، توسعت الجائزة لتشمل البرامج الوطنية، ثم تحولت إلى مؤسسة عالمية تحتفي بالأعمال من مختلف أنحاء العالم.
كم عدد الجوائز التي تُمنح في حفلات الإيمي؟
تمنح الأكاديمية أكثر من 100 جائزة سنويًا عبر فروع متعددة، وهي: الدراما، الكوميديا، الأخبار، الأفلام التلفزيونية، وحتى الأعمال الوثائقية.
هذا التوسع يعكس حجم التطور الذي مر به التلفزيون، حيث لم تعد الجوائز مقتصرة على المسلسلات بل شملت كل ما يُعرض على الشاشة الصغيرة.
