تشهد الأرض خلال الساعات الحالية ظاهرة فلكية لافتة بفعل عاصفة مغناطيسية قوية من الفئة G3، تؤدي إلى نشوء مشهد ضوئي نادر في سماء أمريكا الشمالية يتمثل في ظهور الشفق القطبي، الذي يُتوقع أن يكون مرئيًا الليلة في 18 ولاية أمريكية، وقد يمتد تأثيره البصري حتى أقصى الجنوب ليصل إلى ولاية كنتاكي.
العواصف الجيومغناطيسية تُعرف بأنها اضطرابات مؤقتة في الغلاف المغناطيسي للأرض، ناتجة عن تفاعل الرياح الشمسية، وهي تيارات من الجسيمات المشحونة كهربائيًا، مع المجال المغناطيسي للكوكب.
وقد شهد يوم 13 أبريل/ نيسان انبعاثات إكليلية كتلية (CMEs) ناتجة عن الشمس، وهي سحب ضخمة من البلازما والمجالات المغناطيسية، بدأت بالاصطدام بالمجال المغناطيسي الأرضي، الأمر الذي أدى إلى هذه العاصفة الحالية.
وتُعد هذه الانبعاثات السبب المباشر لظهور واحدة من أندر الظواهر الطبيعية المعروفة باسم "الشفق القطبي" أو "الأضواء الشمالية"، التي تنتج عن تفاعل الجسيمات الشمسية مع الغلاف الجوي للأرض، منتجة ألوانًا متلألئة في السماء.
وفقًا لما أورده مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فقد صنفت العاصفة الحالية عند المستوى G3، وهو ثالث أقوى درجة على مقياس العواصف الجيومغناطيسية الذي يبدأ من G1 وينتهي بـ G5.
ووفق موقع "Independent" فقد أوضحت تاميثا سكوف، الباحثة المتخصصة في فيزياء الفضاء، عبر منشور لها على منصة X، أن هذه العاصفة الشمسية تتسم بالحركة البطيئة والكثافة العالية، ما يجعل تأثيرها محتملًا بقوة على المجال المغناطيسي للأرض.
ومن المتوقع أن تكون أفضل فرص لمشاهدة الشفق القطبي خلال هذه الليلة في ولايات مثل ألاسكا، وشمال مونتانا، وداكوتا الشمالية، وشمال مينيسوتا.
بينما تظل احتمالات الرؤية قائمة، وإن كانت أقل، في ولايات أخرى مثل نيويورك، ونيوهامبشاير، وفيرمونت، ومناطق إضافية من شمال شرق البلاد في حالة صفاء السماء.
يتوقع أن تتيح هذه الظاهرة الفرصة لملايين السكان لمشاهدة عرض الشفق القطبي بألوانه التي تتدرج من الأخضر إلى البنفسجي والأحمر، وهي فرصة نادرة في هذا الوقت من السنة، خاصة أن نطاق الرؤية قد يمتد جنوبًا ليشمل ولايات مثل كنتاكي ومدينة شيكاغو.
إلا أن بعض مناطق شمال شرق الولايات المتحدة، وخصوصًا ولاية بنسلفانيا، قد تشهد تغطية سحابية تُضعف من احتمالات الرؤية، وفقًا لتحليلات خبراء الأرصاد الجوية المحليين.
لمن يرغب في متابعة هذه الظاهرة الطبيعية، يوصي الخبراء باتباع التعليمات التالية لضمان رؤية مثالية:
ويُحدث مركز NOAA خريطة تفاعلية مخصصة توضح مدى اتساع نطاق الرؤية بشكل مباشر، وتوفر بيانات لحظية يمكن للمستخدمين الرجوع إليها للاستعداد الأمثل.
إلى جانب الظواهر البصرية، قد يصاحب العاصفة الجيومغناطيسية من الفئة G3 بعض التأثيرات التقنية، والتي تشمل:
اضطرابات في أنظمة الملاحة المعتمدة على الأقمار الصناعية.
تأثر الترددات اللاسلكية العالية HF.
احتمال حدوث تقلبات طفيفة في بعض شبكات الطاقة الكهربائية الضعيفة.
وعلى الرغم من أن العواصف من هذا المستوى لا تُسبب عادةً أضرارًا كبيرة، إلا أن السلطات المعنية، بما في ذلك مركز التنبؤ بالطقس الفضائي (SWPC)، تواصل مراقبة الظروف بعناية لتقييم أي تطورات غير متوقعة.
بحسب التوقعات الرسمية، يُنتظر أن تبدأ شدة العاصفة بالانخفاض بدءًا من يوم الخميس 17 أبريل/ نيسان 2025، حيث ستنخفض إلى المستوى G1، ومن المتوقع أن تنحسر بالكامل إلى ما دون هذا المستوى بحلول يوم الجمعة 18 أبريل/ نيسان.