كشفت دراسة علمية حديثة، عُرضت في مؤتمر الخصوصية الدولي Pets بواشنطن، عن استغلال آلاف التطبيقات لتقنيتي البلوتوث والواي فاي لتتبع المستخدمين بدقة داخل المباني، حتى من دون تفعيل خدمات تحديد الموقع GPS.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة "النهار"، فقد حلّل الباحثون 9,976 تطبيق أندرويد، ووجدوا أن 86% منها تجمع بيانات حساسة تشمل معرفات الأجهزة مثل AAID، البريد الإلكتروني، إحداثيات GPS، ونتائج مسح البلوتوث والواي فاي. وتعمل هذه التطبيقات من خلال 52 حزمة برمجية (SDKs) مصممة خصيصًا لجمع هذه المعلومات، وقد وصلت تاريخيًا إلى نحو 55 مليار جهاز حول العالم، وهو رقم يعكس حجم انتشار هذا التتبع الخفي.
هذه البيانات تكشف تفاصيل شخصية دقيقة: من نوع المنتجات التي يشتريها المستخدم، والأماكن التي يزورها، وحتى اهتماماته داخل المكتبات أو المطاعم. لهذا السبب قد يتلقى المستخدم إعلانًا مخصصًا في اللحظة التي يدخل فيها متجرًا معينًا، من دون أن يدرك مصدر هذه المعرفة.
ولا يتوقف الأمر عند الإعلانات، إذ يمكن استخدام هذه المعلومات في أغراض أكثر خطورة، مثل تحديد تحركات الأشخاص، ومعرفة من يرافقونهم، أو حتى استنتاج زياراتهم لأماكن حساسة كالعيادات والمساجد. كما يُخشى أن تُباع هذه البيانات لأغراض سياسية أو أمنية.
تكشف هذه الدراسة حجم التهديد الذي تشكله تقنيتا البلوتوث والواي فاي على الخصوصية، مؤكدة أن الموقع الجغرافي يظل الهدف الأهم لشركات التتبع التي تعمل بصمت، مستغلة ثغرات الأذونات لتتحول الهواتف الذكية إلى أدوات مراقبة غير مرئية.