بدأت نيابة الصالحية الجديدة في مصر تحقيقاتها بواقعة زواج فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا بشاب مصاب بمتلازمة داون، عقب بلاغ رسمي قدمه المجلس القومي للطفولة والأمومة، بعد تداول فيديو قصير أثار موجة من الغضب والتساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي.
حضر العروسان وأفراد من أسرتيهما إلى مقر النيابة، وبدأت التحقيقات الساعة 11 صباحًا واستمرت أكثر من 8 ساعات، بحضور وائل لطفي، مسؤول حماية الطفل، وبتكليف من الدكتورة هبة حمد، مقررة المجلس في محافظة الشرقية.
القضية بدأت بعد انتشار مقطع فيديو مدته 27 ثانية، ظهرت فيه العروس وهي تبكي خلال مراسم الزفاف. الفيديو الذي لاقى انتشارًا واسعًا عبر مواقع التواصل، دفع العديد للتساؤل حول مدى أهلية العريس، ومدى قانونية هذا الزواج خاصة مع صغر سن الفتاة.
وكشفت التحقيقات أن الزواج تم بشكل عرفي، وأن الفتاة لم تبلغ السن القانونية للزواج (18 عامًا). وصرحت أسرة الفتاة للنيابة بأنها لم تكن تعلم بعدم قانونية هذا الزواج، وأضافوا أنهم وافقوا عليه لأن "العريس طيب وسيكون زوجًا مثاليًا"، بحسب وصفهم.
من المقرر أن يتقدم ممثل المجلس القومي للطفولة والأمومة بطلب قانوني لإيداع الفتاة لدى أحد أفراد عائلتها الموثوق بهم، على أن تتم متابعة حالتها من قبل المجلس حتى تبلغ السن القانونية، ضمن إجراءات حماية الطفل المقررة في مثل هذه الحالات.
كما من المنتظر أن توجّه النيابة تهم الإهمال إلى والدي العروس، إلى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية لمنع زواج القاصرات وتطبيق القوانين الخاصة بحمايتهن.
في سياق متصل، خرجت شقيقة العريس محمد للحديث عن العلاقة بين شقيقها وزوجته ماجدة، قائلة لوسائل إعلام محلية: ماجدة بتحب أخويا ومتمسكة به، وهو بيغير عليها، وبيساعدني في الزراعة، وبيقول لي ارتاحي أنا هشتغل... محمد طيب بطبعه.
قاطعتها العروس قائلة: محمد دائمًا يعطيني الفلوس... الواعي مبيعملش كده... ومحدش يتدخل في الخصوصية الزوجية. وأضاف العريس محمد بكلمات بسيطة: بحب ماجدة وبغير عليها.
لا تزال التحقيقات جارية، وسط متابعة واسعة من الرأي العام المصري، بانتظار ما ستسفر عنه قرارات النيابة خلال الساعات أو الأيام المقبلة، في هذه القضية التي فتحت بابًا جديدًا للنقاش حول الزواج المبكر وأهلية ذوي الاحتياجات الخاصة في مثل هذه الحالات.