إذا كنت تعتقد أن ظهور الشيب يعني في الغالب التقدم بالعمر، ستغيّر فكرتك مع هذه الدراسة الجديدة والتي تثبت أن ظهور الشعر الرمادي أو الأبيض لم يعد مقتصرا على منتصف العمر، بل أصبح مشهدا شائعا بين المراهقين والشباب في العشرينات من العمر، خاصة من ينتمون إلى جيل Z.
فوفقا لما أكدته دراسة حديثة نشرت في Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology، تم رصد تزايد ملحوظ في حالات الشيب المبكر.
وأوضحت الدراسة، أن متوسط بداية الشيب يختلف بحسب العرق؛ ويظهر لدى أصحاب البشرة البيضاء في منتصف الثلاثينات، وفي أواخر الثلاثينات لدى الآسيويين، بينما يتأخر حتى منتصف الأربعينات لدى الأفارقة.
لكن لدى جيل Z، بدأ الشيب في سن مبكرة جدا، حتى بين من هم في سن 16 عاما، وهو ما اعتبره الأطباء مؤشرا مقلقًا يستدعي الانتباه.
الدكتور سميث مالهوترا، مدير قسم الجراحة بمستشفى أبولو، أكد لدورية OnlyMyHealth، أن الشيب المبكر لم يعد نادر الحدوث، بل أصبح ظاهرة تتكرر يوميا.
وأضاف سميث، أن السبب لا يعود لعامل واحد فقط، بل لمجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:
نشأ جيل Z في بيئة رقمية مشحونة، حيث يشارك كل شيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويواجه في الوقت ذاته تحديات أكاديمية، وغموضا في المستقبل المهني، واضطرابات مناخية.
وكل هذا يولد ضغطا نفسيا مزمنا ينعكس على الجسم، من ضمنه الشعر.
وأوضح الطبيب أن الإجهاد يؤثر على الخلايا الميلانينية المسؤولة عن صبغة الشعر؛ ما يؤدي إلى تراجع إنتاج الميلانين، وبالتالي ظهور الشيب.
وتزداد المشكلة مع قلة النوم، والتعرض المستمر للشاشات، والقلق المزمن.
مع تزايد الاعتماد على الوجبات السريعة، وتراجع جودة النظام الغذائي، يعاني كثير من شباب جيل Z من نقص في فيتامينات ومعادن ضرورية، مثل فيتامين B12، والحديد، والنحاس، والزنك، وهي عناصر تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على لون الشعر.
التاريخ العائلي يلعب دورا أساسيا في تحديد توقيت ظهور الشيب، فإذا كان أحد الوالدين أو الأجداد قد عانى من الشيب المبكر، فإن الاحتمالات تزداد لدى الأبناء.
التدخين يزيد احتمالية الشيب المبكر بأربعة أضعاف مقارنة بغير المدخنين، ويؤدي إلى تلف الخلايا الميلانينية بسبب الأكسدة. ومع تلوث الهواء والتعرض المستمر لأشعة الشمس، تتفاقم المشكلة.
كثرة استخدام مكواة الشعر، والصبغات، والتعرض للحرارة والمواد الكيميائية، تضعف بصيلات الشعر وتتلف الخلايا المسؤولة عن اللون؛ ما يسرّع من ظهور الشعر الأبيض.
يؤكد الدكتور سميث، أن بعض حالات الشيب المرتبطة بنقص التغذية أو التوتر قد تكون قابلة للعلاج إذا تم التعامل معها مبكرًا.
لكنه يشير إلى أن فقدان الخلايا الميلانينية بشكل دائم يجعل من الصعب استعادة اللون الطبيعي.
شيب الشعر في سن مبكرة قد يكون مزعجا على الجانب النفسي، لكن في كثير من الحالات يعكس حالة صحية قابلة للعلاج.
وفي المقابل، باتت بعض الأصوات بين جيل Z تتبنى مظهر الشعر الرمادي وتعتبره جزءًا من التفرّد والجمال الطبيعي. لكن في حال كان الشيب يسبب لك القلق أو ظهر بشكل مفاجئ، فزيارة الطبيب تبقى خطوة ضرورية لاستبعاد أية مشكلات صحية أعمق.