منذ لحظة إعلان الحمل، تبدأ النصائح والمعتقدات تتوالى على الأمهات الجدد، ومن أشهرها الجدول الصيني لتحديد جنس الجنين. ورغم بساطته، فلا يزال هذا الجدول يُستخدم في كثير من الأوساط بدافع الفضول والتسلية.
الجدول الصيني أداة تقليدية يُعتقد أن جذورها تعود إلى أكثر من 700 عام، ويقال إنه اكتُشف في إحدى المقابر الملكية في الصين. يُستخدم لتخمين ما إذا كان الجنين صبيًا أم فتاة، بالاعتماد فقط على عمر الأم عند الحمل والشهر الذي حدث فيه الحمل.
يتم عرض الجدول في شكل شبكة تضم أعمار الأمهات من 18 إلى 45 عامًا في صفوف، والشهور القمرية من يناير إلى ديسمبر في الأعمدة. عند تحديد عمر الأم والشهر الذي حملت فيه، يتم تتبع التقاطع بينهما لمعرفة ما إذا كان يشير إلى "ذكر" أو "أنثى".
ورغم بساطة الفكرة، فإن الجدول الصيني لا يستند إلى أي أساس علمي أو تحاليل طبية، بل يُستخدم بدافع الفضول والتسلية من قبل كثير من الأمهات والآباء حول العالم، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل.
يتفق معظم الأطباء على أن الجدول الصيني للحمل لا يُعد وسيلة دقيقة لتحديد جنس الجنين لأنه لا يستند إلى أي أساس علمي.
ووفقًا لمقال نشر في موقع BabyCenter المختص بشؤون الحمل والأمومة، فإن الدراسات لم تجد أي دليل يثبت دقة هذا الجدول، إذ لم يتجاوز معدله التنبؤي ما يمكن توقعه عن طريق الصدفة.
كما يشير الموقع إلى أن بعض الأشخاص قد يصادفون نتائج صحيحة عند استخدام الجدول، لكن هذا لا يعني أنه دقيق، بل غالبًا ما يكون مجرد توافق عشوائي بين الاحتمالات.
لذا، ورغم أن استخدام الجدول الصيني قد يكون نشاطًا مسليًا وظريفًا خلال الحمل، فإنه لا يُنصح بالاعتماد عليه للحصول على معلومات مؤكدة حول جنس المولود.
رغم عدم اعتماده على أسس علمية، يظل الجدول الصيني للحمل شائعًا بين العديد من الأسر، ويُستخدم في أغلب الأحيان كوسيلة للمرح والفضول أكثر من كونه أداة دقيقة.
يمنح الجدول الصيني للحمل الأزواج وأفراد العائلة لحظات ممتعة، حيث يمكن استخدامه كلعبة ظريفة خلال اللقاءات العائلية أو تجمعات الأصدقاء. فالتكهن بجنس الجنين بطريقة قديمة وغامضة يُضفي نوعًا من الإثارة والتشويق على تجربة الحمل.
كما أن استخدام الجدول يساعد في زيادة الترقّب والحماس لدى الوالدين، حتى وإن كانوا على دراية بأنه ليس دقيقًا علميًا. هذه الحماسة الإيجابية قد تُحسّن من الحالة النفسية للأم، وتسهم في رفاهيتها العاطفية خلال هذه المرحلة الحساسة.
في النهاية، وعلى الرغم من الشعبية الواسعة التي يحظى بها الجدول الصيني في أوساط العائلات، يبقى استخدامه في إطار الترفيه لا أكثر، إذ لا يستند إلى أي أساس علمي موثوق لتحديد جنس الجنين.