قد لا تخطر على بالك أن مشاعر السعادة والفرح الشديد قد تؤدي إلى حالة طبية نادرة تُعرف بمتلازمة القلب السعيد، أو متلازمة تاكوتسوبو، وهي اعتلال مؤقت في عضلة القلب ينتج عن التوتر العاطفي المفاجئ.
متلازمة القلب السعيد، المعروفة أيضًا باسم متلازمة تاكوتسوبو أو اعتلال عضلة القلب الناتج عن الضغط النفسي، هي حالة نادرة تصيب عضلة القلب بسبب موجة مفاجئة من التوتر العاطفي. تختلف هذه المتلازمة عن الحالات التقليدية المرتبطة بالحزن أو القلق، حيث تنجم هنا عن مشاعر الفرح الشديد.
تم رصد متلازمة القلب السعيد لأول مرة في اليابان في التسعينيات، وسُميت نسبة إلى شكل القلب المصاب الذي يشبه فخ الأخطبوط الياباني المعروف باسم "تاكوتسوبو".
يوضح الدكتور نيتين بوت، استشاري أمراض القلب في مستشفى K J Somaiya، أن متلازمة القلب السعيد تشبه أعراض النوبة القلبية مثل ألم الصدر وضيق التنفس، لكنها لا تحدث بسبب انسداد في الشرايين. بدلاً من ذلك، يحدث ضعف مؤقت في عضلة القلب، خصوصًا في البطين الأيسر، نتيجة اندفاع مفاجئ لهرمونات التوتر، حتى وإن كان السبب حدثًا سعيدًا.
تشمل الأعراض الرئيسة:
يُنصح بمراجعة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض، خصوصًا بعد حدث مفرح أو مفاجئ، مع إجراء فحوصات مثل تخطيط القلب، تحاليل الدم، التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية.
عند التعرض لموقف مفرح ومفاجئ مثل الزواج، لقاء غير متوقع، خبر سار، أو تحقيق حلم طال انتظاره، يفرز الجسم كميات كبيرة من هرمونات الأدرينالين والكورتيزول. تؤثر هذه الهرمونات بشكل مباشر على عضلة القلب، إذ قد تسبب تمددًا غير طبيعي في أحد أجزاء القلب، مما يؤدي إلى ضعف مؤقت في انقباضات القلب ووظائفه.
ورغم أن معظم الحالات المصابة بـ متلازمة القلب السعيد ليست مهددة للحياة، إلا أنها قد تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة مثل قصور القلب واضطرابات نظم القلب، خصوصًا في حال التأخر في التشخيص أو العلاج المناسب.
تشير الدراسات إلى أن النساء فوق سن الخمسين، وخصوصًا بعد مرحلة انقطاع الطمث، يمثلن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب السعيد. ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تزيد من حساسية القلب تجاه هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول.
لكن الإصابة لا تقتصر على النساء فقط، بل تشمل أيضًا الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر معينة، مثل:
الوقاية تعتمد على إدارة العواطف بشكل صحي وممارسة عادات تساعد في الحفاظ على التوازن النفسي، مثل:
التحضير النفسي والتوازن العاطفي يشكلان خط الدفاع الأول ضد هذه المتلازمة، حيث يحتاج بعض الأشخاص إلى وقت للتحضير نفسيًا حتى عند تلقي الأخبار السعيدة.
في النهاية، القلب لا يفرّق بين ألم الفقد وفرحة اللقاء، فكلاهما قد يسبب ضغطًا على عضلته الحساسة. الاعتدال العاطفي، والوعي بالصحة النفسية والجسدية، هما المفتاحان الأساسيان للوقاية والحفاظ على صحة القلب.