تعدّ فترة الحمل من أروع فترات حياة المرأة، لكنها قد تكون مليئة بالأوجاع والإزعاجات نتيجة للتغيرات الجسدية التي تحدث أثناء هذه المرحلة.
إذا كنتِ حاملاً وتعانين من آلام غير متوقعة أو إحساس غريب، فمن الطبيعي أن تشعري بالقلق بشأن ما إذا كانت هذه الآلام تشكل خطرًا أم أنها مجرد أوجاع عادية.
في هذا السياق، قدّم الدكتور سميب بهوجبال، استشاري أمراض النساء والتوليد، من خلال تقرير نشرته دورية OnlyMyHealth، توضيحًا لأهم الأوجاع الشائعة خلال الحمل، والتي غالبًا ما تكون طبيعية ولا تستدعي القلق.
كثير من الأوجاع التي قد تشعر بها المرأة خلال الحمل تُعتبر طبيعية وشائعة، ولا تستدعي القلق في معظم الحالات، بل إنها جزء من التغيرات الطبيعية التي ترافق هذه المرحلة المميزة. وفيما يلي أبرز الآلام المألوفة التي لا تدعو للقلق أثناء الحمل:
يعدّ ألم البطن أحد الآلام الشائعة التي تشعر بها المرأة الحامل، خاصة في الجانبين. يحدث هذا الألم نتيجة لتمدد الأنسجة والأربطة في منطقة البطن والحوض بسبب ازدياد حجم الرحم ونمو الجنين.
يمكن أن يكون هذا الألم شديدا ومفاجئا، وغالبا ما يوصف بأنه شعور بالوخز أو الشد، وعادة ما يكون قصير الأمد وغير مصحوب بأعراض أخرى مقلقة.
من المهم أن تميّز الحامل بين هذا النوع من الألم الطبيعي وبين الآلام التي قد تشير إلى مشكلة أكثر خطورة، مثل الألم المستمر والشديد المصحوب بنزيف أو تقلصات منتظمة.
وإذا كان الألم خفيفا ومتقطعا ويخف مع الراحة وتغيير الوضعية، فغالبا ما يكون طبيعيا ومحتملا.
آلام الرباط تُعدّ من أكثر الآلام الشائعة التي تواجهها المرأة الحامل، خاصة في الثلث الثاني. حيث يدعم الرباط الرحم ويمتد إلى منطقة الفخذ، ومع نمو الرحم، يتمدد الرباط ويصبح أكثر عرضة للتهيج والألم.
قد يظهر ألم مفاجئ وحاد في البطن أو الوركين أو الفخذين، وغالباً ما يحدث عند تغيير الوضعية بشكل مفاجئ مثل الوقوف أو الجلوس أو الدوران في السرير أو حتى عند السعال أو العطس.
على الرغم من أن الألم قد يكون مزعجًا، إلا أنه طبيعي وغير ضار، وعادة ما يستمر لبضع ثوانٍ أو دقائق.
لتخفيف هذا الألم، ينصح بتغيير الوضعيات ببطء وتجنب الحركات المفاجئة. كما يمكن أن يساعد الاستلقاء وأخذ قسط من الراحة في تخفيف الألم. في حال استمرار الألم أو زيادته، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود سبب آخر للألم.
تُعد تشنجات الساق من الأعراض الشائعة التي تصيب النساء في المرحلتين الثانية والثالثة من الحمل، وغالبًا ما تزداد خلال الليل.
وقد تمتد التشنجات لتشمل القدمين أيضًا. وتحدث نتيجة لعوامل عدة، من أبرزها زيادة الوزن، وتغير الدورة الدموية، بالإضافة إلى نقص بعض المعادن المهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
تتسبب هذه التشنجات في ألم حاد قد يوقظ الحامل من نومها. وللتخفيف من حدتها، يُنصح بتمديد عضلات الساق المصابة من خلال ثني القدم نحو الركبة. كما يُمكن لتدليك العضلة المتشنجة أو تدفئتها أن يُساعد في تقليل الألم.
للوقاية، يُنصح بشرب كميات كافية من المياه، وتناول نظام غذائي غني بالمعادن، إلى جانب ممارسة بعض التمارين الخفيفة بانتظام وتجنّب الوقوف لفترات طويلة.
وفي حال استمر التشنج أو تفاقم، ينبغي مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من عدم وجود سبب طبي يستدعي التدخل.
آلام الظهر من أكثر الشكاوى شيوعًا خلال فترة الحمل، ويرجع ذلك إلى الوزن الزائد الذي تحمله المرأة في مقدمة جسمها، ما يُشكل ضغطًا على عضلات الظهر ويؤثر على توازن الجسم ووضعية الوقوف والجلوس.
يمكن أن يتراوح الانزعاج من ألم خفيف إلى ألم شديد يعيق الحركة. ويمكن أن تظهر آلام الظهر في أي وقت خلال فترة الحمل، ولكنها غالبًا ما تزداد سوءًا في الثلث الثاني والثالث مع ازدياد وزن الجنين.
لتخفيف آلام الظهر، ينصح بالحفاظ على وضعية جيدة أثناء الجلوس والوقوف، وتجنب رفع الأشياء الثقيلة، واستخدام وسادة لدعم الظهر أثناء الجلوس، والنوم على الجانب مع وضع وسادة بين الساقين.
يمكن أن تساعد التمارين الخفيفة مثل المشي والسباحة واليوجا الخاصة بالحوامل في تقوية عضلات الظهر وتخفيف الألم. كما يمكن استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة لتسكين الألم.
بعض آلام الحمل والأوجاع، تعتبر طبيعية وغير ضارة. ومن المهم أن تعتني المرأة الحامل بجسدها وتغذيتها وتكون على دراية بالعلامات التي تستدعي القلق واستشارة الطبيب.