تمر المرأة خلال فترة انقطاع الطمث بتغيرات جسدية ونفسية ملحوظة، وغالبًا ما تبدو مرهقة بسبب التقلبات المزاجية المتكررة، التي قد تؤدي إلى اضطرابات النوم، وضعف التركيز.
ومع تزايد الاهتمام بالمكملات الغذائية كوسيلة محتملة للتخفيف من أعراض هذه المرحلة، أصبحت العديد من النساء يلجأن إلى تناولها أملاً في تقليل حدة الهبّات الساخنة، والتقلبات المزاجية التي ترافق انقطاع الطمث.
تُعرّف المكملات الغذائية بأنها منتجات صحية تهدف إلى دعم النظام الغذائي، وتعويض النقص في العناصر الأساسية مثل: الفيتامينات، المعادن، الأحماض الأمينية، أو المستخلصات النباتية الطبيعية.
تتوافر المكملات بعدة أشكال، تشمل ما يلي: أقراص، كبسولات، سوائل، مساحيق، أو حلوى هلامية (جيلي)، لتناسب احتياجات المستخدمين المختلفة.
وتتنوع المكملات بين تلك التي تحتوي على عنصر واحد فقط مثل فيتامين D أو الكالسيوم، وأخرى تجمع بين عدة عناصر في تركيبة واحدة، مثل الفيتامينات المتعددة أو المكملات النباتية.
تكمن أهمية استخدام المكملات الغذائية في أمرين أساسيين، وهما تعويض نقص غذائي معين في الجسم، وتعزيز الوظائف الحيوية من خلال التأثير التفاعلي، كما هو الحال مع البروبيوتيك أو بعض الأعشاب الطبية.
في السنوات الأخيرة، ازدادت شهرة المكملات الغذائية المخصصة لانقطاع الطمث، والتي تهدف إلى التخفيف من الأعراض الشائعة، مثل: الهبّات الساخنة، التعرق الليلي، اضطرابات النوم، والتقلبات المزاجية.
غالبًا ما تحتوي هذه المكملات على مزيج من الفيتامينات، المعادن، ومستخلصات الأعشاب الطبيعية التي يُعتقد أنها تدعم التوازن الهرموني، وتخفف الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث أو سن اليأس.
وفي حوار مع موقع "HealthyWomen"، أوضحت الدكتورة ماري جين مينكن، أستاذة الطب النسائي في جامعة ييل، أن العديد من النساء يلجأن إلى هذه المكملات كبديل غير هرموني، خاصة في الحالات التي يُمنع فيها استخدام العلاج الهرموني، مثل حالات سرطان الثدي أو عند وجود تحفظات تجاه الأدوية الطبية، إذ تُفضل بعض النساء الخيارات الطبيعية.
ورغم هذا التوجّه المتزايد، تشير الدكتورة مينكن إلى أن الأدلة العلمية على فاعلية هذه المكملات لا تزال محدودة وغير حاسمة. إلا أن بعض الدراسات الصغيرة أظهرت فوائد محتملة لبعض المكونات الطبيعية، ومن أبرزها:
أظهرت الدراسة أنها قد تساهم في تقليل الهبّات الساخنة، وتحسين بعض أعراض انقطاع الطمث.
تحليل لـ24 دراسة أشار إلى أن تناول الميلاتونين قد يُحسن جودة النوم لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
دراسة صغيرة أظهرت أن هذا المزيج ساعد في تقليل شدة الهبّات الساخنة بشكل ملحوظ.
رغم الاهتمام المتزايد بالمكملات الطبيعية للنساء بعد سن الأربعين، لم تُصدر جمعية The Menopause Society أي توصية رسمية باستخدامها لعلاج الأعراض الوعائية الحركية، مثل الهبّات الساخنة، والتعرق الليلي، نظرًا لعدم وجود أدلة علمية قوية تدعم فاعليتها حتى الآن.
على الرغم من أن المكملات الغذائية تُباع من دون وصفة طبية، وتُعد آمنة بشكل عام، فإنها ليست خالية من المخاطر.
وفقًا للدكتورة ماري جين مينكن، فإن بعض النساء قد يتعرضن لتفاعلات تحسسية أو آثار جانبية ناتجة عن استخدام مكملات غير مناسبة، كما يمكن أن تتداخل هذه المكملات مع أدوية أخرى أو تؤثر سلبًا على بعض الحالات الصحية المزمنة.
في ظل تنوع مكملات انقطاع الطمث المتوفرة في الأسواق، قد تقع بعض النساء ضحية للوعود المضلّلة حول فاعلية هذه المنتجات، خاصة تلك التي تروّج لحلول "سريعة وسحرية" لتخفيف أعراض مثل: الهبّات الساخنة، التوتر، أو الأرق.