صحيح أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة جدًا في جمع البيانات، وكتابة الكثير من مهام العمل في مجالات عديدة من ضمنها السفر والتخطيط، إلا أن تقريراً جديداً كشف عن إخفاقات باستخدام الذكاء في التخطيط لرحلات السفر والسياحة.
ومع توافر العديد من برامج الذكاء الاصطناعي التي يستطيع الأشخاص استخدمها مباشرة لتوفير الوقت والجهد وحجز وجهاتهم السياحية، كشف أكثر من مدون سفر عن إخفاقات خطيرة في خطط أعدّها الذكاء الاصطناعي منها، تجاهل نشاطات رئيسة وتضارب في التوقيت.
إليكَ لماذا لا ينبغي أن تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تخطيط رحلتك، وفقًا لما نشره موقع "هافينغتون بوست":
حتى عند إدخال تفاصيل دقيقة، يتجاهل الذكاء الاصطناعي عناصر أساسية في الرحلة. على سبيل المثال، قد يُهمل نشاطًا حيويًا مثل جولة بالقارب أو زيارة منتجع، رغم كونه مطلبًا غير قابل للتفاوض.
والأسوأ من ذلك أنه قد يُدرج نشاطًا آخر مباشرة بعد انتهاء تحدٍّ مجهد، من دون ترك وقت كافٍ للراحة، مما يكشف عن عجزه في فهم الاحتياجات البشرية الأساسية، كالنوم والاسترخاء، وتجاهله لتوازن الجهد والراحة.
أحد أبرز الإخفاقات أنه يقترح مطاعم تبعد أميالاً عن مناطق النزلاء مثلا، أو زيارة أماكن سياحية قبل دقائق من إغلاقها.
وفي بعض الخطط، قد يضع النشاط الأخير في توقيت إقلاع الطائرة نفسه. وهذه الأخطاء تظهر فشل الذكاء الاصطناعي أحياناً في حساب الوقت الفعلي للتنقلات، وكأن المستخدم قادر على الانتقال اللحظي من موقع لآخر، من دون مراعاة البديهيات في السفر الواقعي.
الذكاء الاصطناعي لا يتابع التحديثات الواقعية، على سبيل المثال، عندما يُطلب منه اقتراح مسار للمشي، فقد يقترح عليه أن يذهب إلى مسار مغلقٍ لأعمال الصيانة.
هذا النوع من الخطأ لا يظهر في الواجهة الأنيقة للأداة، لكنه قد يؤدي إلى إضاعة وقت ومجهود وجهد من دون مقابل، خاصة إذا لم يتم التحقق من المعلومات عبر مصادر أخرى.
الذكاء الاصطناعي لا يُفرّق بين المعلومات المفصولة سياقيًا، ويجمع البيانات بطريقة قد تؤدي إلى استنتاجات خاطئة بالكامل، مما يعرض المسافر لتجارب غير منطقية أو حتى خطيرة أحياناً.
الذكاء الاصطناعي قد يقدّم توصيات من دون النظر إلى الواقع المحلي مثل توافر سيارات الأجرة، أو تأثير الأعياد والمواسم على ساعات العمل والخدمات.
على سبيل المثال، قد يحجز المسافر فندقًا بناءً على توصية الذكاء الاصطناعي، ويكتشف، لاحقاً، أنه لا يمكن الوصول إلى ذلك الفندق لعدم توافر المواصلات. ذلك لأن الذكاء الاصطناعي يحسب المسافة بالكيلومترات فقط، من دون فهم لظروف المكان أو صعوبة الوصول الحقيقي.
الذكاء الاصطناعي يقدّم اقتراحات بناءً على تقييمات عامة، لكنها لا تناسب كل المسافرين. فقد يقترح أماكن مزدحمة لعائلة تبحث عن هدوء، أو فنادق فاخرة لمجموعة تريد اقتصاد الرحلة.
مع أن الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة لاستكشاف الأفكار والأدوات ووضع الخطط، إلا أنه قد يُخطئ أحيانًا، مما يستدعي منك ضرورة الانتباه.