تزخر مالطا بالعديد من الجزر الجاذبة للسياح بعيدا عن صخب العاصمة فاليتا. ومن أبرزها جزيرة جوزو، التي تقع في الطرف الآخر من الأرخبيل المالطي، وتُعرف بهدوئها وراحتها.
في هذه الجزيرة، تمتزج الحياة اليومية الهادئة مع مناظر طبيعية نابضة بالحياة، ومغامرات غوص مثيرة، ومسارات مشي تلتف حول منحدرات صخرية خلابة.
وتُعد جوزو وجهة مثالية للاسترخاء، حيث تقدّم مزيجا متوازنا من الثقافة والطبيعة والمتعة في أجواء بعيدة عن الازدحام.
إذا كنت تفكر في السفر إلى مالطا، فعليك التوجه إلى جزيرة أقل ازدحاما من الجزر السياحية المعروفة مثل جزيرة جوزو، بحسب ما نشر موقع السياحة Afra.
تعد جزيرة جوزو الجوهرة الخفية لعشاق الغوص في البحر المتوسط، حيث توفر مياهها الصافية رؤية مذهلة للشعاب والجدران الصخرية، إلى جانب شبكة من الكهوف البحرية.
الأكثر إثارة هو Xatt l-Ahmar، حيث تنتظر أربع سفن غارقة لتروي قصصا من الماضي تحت الأمواج، أبرزها السفينة الشهيرة MV Karwela.
أما Blue Hole وInland Sea في منطقة Dwerja، فيقدمان مشهدا خياليا للغواصين، إذ يعبرون أقواسا صخرية طبيعية وينفتح أمامهم الأفق الأزرق الواسع.
رغم صغر حجمها، تتميز جزيرة جوزو بجغرافيا متنوعة تجعل التنقل بين مناظرها البديعة سهلا وسريعا.
في Dwerja، يهيمن Fungus Rock على المشهد البحري، بينما يقود الطريق إلى بحيرة داخلية تتصل بالمحيط عبر فجوة صخرية مذهلة. تنقل القوارب الصغيرة السيّاح من المياه الهادئة إلى البحر المفتوح في دقائق.
أما Wied il-Mielaħ وSan Felipe Bay، فتمثلان لوحات طبيعية رائعة من الأقواس الحجرية الضخمة والصخور المتساقطة، لتشعر وكأنك على كوكب آخر. وتُعد الجزيرة وجهة مثالية للتنزه أو جولات الدراجات.
تُعد جزيرة جوزو جنة للمشاة، حيث تمتد شبكة من الممرات، أبرزها Coastal Path الذي يكشف منحدرات Ta’ Ćenċ الشاهقة وصولًا إلى خليج Xlendi الساحر.
يعني المشي هنا المرور بقرى هادئة، ومزارع تقليدية، ووديان مثل Marsalforn Valley وGħasri Valley، التي تضيف تنوعا طبيعيا رائعا، حيث تتبدل الألوان والمشاهد مع تغير الفصول. إنها تجربة تأخذك بين البحر والريف، وتكشف عن روح الجزيرة الحقيقية.
من الشواطئ الرملية إلى الخلجان المخفية، تقدم جزيرة جوزو خيارات تناسب جميع الأذواق. يُعد Ramla Bay الأكبر والأشهر برماله الحمراء النادرة، مع مغارة Ta Mixta المطلة عليه من أعلى الجرف.
ولمحبي العزلة، يشكّل Wied il-Għasri ممرا مائيا ضيقا تحيط به الصخور، مثاليا للسباحة الهادئة والتصوير. بينما يوفر Mgarr ix-Xini مياها صافية للغطس بين الأسماك والكائنات البحرية. هنا، البحر ليس مجرد سباحة، بل تجربة ومغامرة حقيقية في أحضان الطبيعة.
جوزو ليست وجهة طبيعية فحسب، بل بوابة إلى تاريخ يمتد لآلاف السنين. ففي قلب العاصمة Victoria، تقف Cittadella، قلعة تعود للقرن السادس عشر، تضم كاتدرائية، متاحف، وأنفاقا تعود للحرب العالمية الثانية.
أما في Xaghra، فتقع معابد Ġgantija المدرجة على قائمة اليونسكو، والتي تعود إلى حوالي 3600 قبل الميلاد. كما تنتشر بجانبها الطواحين التقليدية والكنائس الباروكية، مثل St George’s Basilica، لتشكّل فسيفساء حضارية غنية تربط بين الماضي والحاضر.
تعتبر جزيرة جوزو وجهة ساحرة لمن يبحث عن التوازن بين الهدوء والمغامرة، وبين الطبيعة والتاريخ. فهي خيار مثالي لرحلة مختلفة في مالطا، حيث تظل الأصالة والسكينة عنوانها الأبرز.