في عالمنا السريع، أصبح التركيز على تعزيز الصحة والرفاهية من خلال التصاميم الداخلية المتعمّدة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
لا بد أنك تشعرين في كثير من الأحيان بحجم تأثير البيئة المادية المحيطة بك على مزاجك وعلى مستويات التوتر وجودة النوم لديك وعلى صحتك الجسدية عامةً.
فبدلًا من التركيز فقط على الجماليات في التصميم الداخلي، يبرز أسلوب جديد من التصميم يعطي الأولوية لصحتنا وراحتنا ورفاهيتنا الشاملة.
يتبنى هذا النهج عناصر مدروسة مثل الهواء النقي، الأثاث المريح، الألوان الهادئة، المواد الطبيعية وتصاميم تربطنا بالطبيعة عامةً. ويستخدم هذا الأسلوب الجديد من التصميم (wellness design) ثمانية عناصر رئيسة لخلق بيئة صحيّة:
تضفي الخصائص العضوية التي توفرها المواد الطبيعية مثل الخشب، الحجر, البامبو وغيرها، إحساسًا مهدئًا إذ أنها تستجلب الطبيعة إلى المساحات الداخلية. وتضيف خامات وألوان هذه المواد جوًا من الدفئ والراحة كما تعزز مفهوم الاستدامة في نفس الوقت.
تذكّر الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر والرمادي بالطبيعة, تهدئ الذهن وتريحه. كما أن الألوان الدافئة المحايدة مثل البني الفاتح والأبيض الناعم، تغمر المساحات بشيء من الصفاء وتوفر هذه الألوان خلفية هادئة.
تتوفر أنظمة إضاءة أوتوماتيكية تقوم بتغيير درجة اللون وقوة الضوء نسبة لأوقات النهار، وبهذا تحاكي أنماط الضوء الطبيعي لدعم الإيقاع الحيوي للجسم.
فعلى سبيل المثال، في الصباح يمكن لهذه الأنظمة أن تبعث ضوءًا أكثر برودة وتنشيطًا للمساعدة في الاستيقاظ، بينما في المساء تتحول إلى درجة أكثر دفئًا واسترخاءً لإعلام الجسم بأن وقت الراحة قد حان.
تبدو الخطوط المستقيمة والأطراف الحادة في العديد من المساحات الحديثة باردة أو جافة. لذا يتبنى أسلوب التصميم الحديث، الأثاث ذات الأشكال الانسيابية والسجاد البيضاوي وينظّم مساحات الجلوس على شكل دائري. كما يبتعد عن الحواف الحادة في الجدران.
تُسهم النوافذ الكبيرة والنباتات الداخلية والمساحات الخارجية المريحة في ربطنا بالقوة العلاجية للطبيعة. ذلك أن استنشاق الهواء النقي والتعرض لأشعة الشمس ورؤية المناظر الطبيعية تساعد على تقليل التوتر.
اعتماد تصاميم تحدّ من الفوضى وتعزز الربط بين الغرف. مثلًا، التوزيع الاستراتيجي للمقاعد قرب النوافذ، وكذلك زوايا القراءة، والربط بين الداخل والخارج. الهدف من ذلك هو خلق مساحات تكون فيها الحركة انسيابية خالية من التوتر، تدعم الاسترخاء وتوطّد التواصل والعلاقات الاجتماعية.
التأكد من جودة الهواء الداخلي. وذلك من خلال اختيار مدروس للمواد، مثل الدهانات غير السامة وذات نسبة منخفضة من المركبات المتطايرة (low VOC)، والمواد المستدامة والأسطح المضادة للميكروبات مثل النحاس. كما تساعد في ذلك النباتات المنقية للهواء.
تسمح المساحات المرنة ذات الأثاث القابل للتحريك أو الفواصل القابلة للتعديل بتلبية الاحتياجات المتغيرة لساكنيها. يمكنك مثلًا تحويل مكتبك المنزلي إلى مساحتك الخاصة لممارسة اليوغا أو هوايتك الفنية. يخلق لذك بيئة تدعم نمط حياتك المتطور باستمرار.
مثل هذه النصائح البسيطة يمكن أن تغير شكل التصميم الداخلي بالكامل، ليناسب رفاهيتك ويعزز صحتك أكثر.