تأسرنا غرف الفنادق الفاخرة بجمالها الهادئ وأناقتها المدروسة؛ تلك المساحات التي يبدو فيها كل تفصيل في مكانه، من ترتيب الوسائد إلى تناغم الألوان وروائح النظافة والراحة التي تملأ الأجواء.
ليس غريبًا إذًا أن تتحوّل هذه الغرف إلى مصدر إلهام للكثيرين ممن يرغبون في تحويل غرف نومهم إلى ملاذ يشبه أجنحة الفنادق.
وبحسب منصة "بينترست"، فقد ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عمليات البحث عن عبارة "جماليات غرف الفنادق" بنسبة 30%، وعن "غرف النوم الفاخرة العصرية" بنسبة 25%.
إن محاكاة هذا المستوى من الفخامة في المنزل ليست دائمًا مهمة سهلة. فالتفاصيل التي تبدو بسيطة للوهلة الأولى—مثل امتلاء السرير أو ترتيب الإضاءة—قد تصنع فرقًا كبيرًا في التجربة النهائية.
تقول المصممة الداخلية ميني كيمب، مديرة التصميم في سلسلة فنادق "فيرمديل" التي تضم فندق "هام يارد" في لندن و"ذا ويتبي" في نيويورك خلال حديثها مع صحيفة "غارديان": غالبًا ما يجد الناس صعوبة في تصميم غرف النوم لأنها مساحة شخصية ومقدسة، لكن الأمر ليس معقدًا. هناك العديد من العناصر التي يمكن استخدامها، مثل اختيار المفروشات، والأثاث، والأعمال الفنية، لتحقيق مظهر الغرفة الفندقية البوتيكية.
أما المصممة آنا هاينز فتؤكد للصحيفة أن نقطة الانطلاق لغرفة نوم أنيقة تبدأ بالسرير، خاصةً أننا نقضي ثلث حياتنا فيه. وتضيف: "أحبّ الأسرة ذات الأعمدة الأربعة لأنها تضفي طابع الفخامة على الغرفة. يظن البعض أنها تناسب الغرف الواسعة فقط، لكن استخدام أثاث أكبر حجمًا في المساحات الصغيرة يعطي شعورًا بالرحابة."
وبحسب المصممة إيناس محمود، فإن تغيير هيكل السرير أو اللوح الأمامي وحده قد يكون كافيًا لإحداث فرق بصري كبير. تقول: "ليس بالضرورة تغيير السرير بالكامل، لكن يمكن إعادة تنجيد الإطار بقماش جميل ذي نقشات وألوان مميزة؛ ما يجذب النظر مباشرة."
تؤكد هاينز أن المرتبة الجيدة لا تقل أهمية عن أريكة مريحة، فهي استثمار طويل الأمد. وتضيف كلير شيفانو، مديرة التسويق العالمية لشرك”: "Vispring"لا يمكنك معرفة نوع الدعم المناسب لجسمك أو درجة الراحة التي تفضلها دون تجربة المرتبة فعليًا.
وإذا كنت تشتري مع شريك، من الأفضل أن تذهبا معًا لاختيارها. والمعلومة الخاطئة الشائعة هي أن المرتبة القاسية أفضل، لكن المرتبة الناعمة قد تكون داعمة ومريحة في الوقت ذاته."
تشير كيمب إلى أن القطن الأبيض هو الخيار الأمثل لمظهر سرير فندقي أنيق: "أحب استخدامه لأنه منعش وذو طابع زمني خالد، كما يتيح اللعب بالألوان في الوسائد وأغطية السرير." وتنصح باستخدام لحاف قديم أو غطاء مزخرف عند أسفل السرير لإضفاء لمسة فريدة.
أما هاينز فتقول إنها تميل إلى اختيار أغطية قديمة من أقمشة "الكانثا" الهندية أو البطانيات الويلزية لكسر رتابة اللون الأبيض.
وتضيف ديبورا فيدي، مؤسسة علامة "Gingerlily" للحرير: "مفروشات السرير الحريرية تمنح ملمسًا ناعمًا وفاخرًا يحاكي أناقة الأسرة الفندقية. وعلى عكس القطن الذي يمتص الرطوبة من الجلد والشعر، يساعد الحرير على الاحتفاظ بها؛ ما يجعل الأغطية أكثر راحة وجفافًا."
الإجماع واضح بين المصممين؛ وسادتان لا تكفيان! تقترح كيمب استخدام وسادتين من القطن الأبيض، بالإضافة إلى وسادتين زخرفيتين بقياس 60x40 سم لإضفاء طابع فخم على السرير.
كما أن اللون يلعب دورًا محوريًا في تصميم غرفة النوم. ورغم أن الطلاء هو الخيار الأكثر شيوعًا، تنصح هاينز بالتفكير في استخدام ورق الجدران لأنه يعطي دفئًا خاصًا، حتى لو كان بنقوش خفيفة.
أما الأعمال الفنية، فحتى إن وُضعت على ورق جدران منقوش، فهي تضيف طابعًا شخصيًا فريدًا.
وتؤكد محمود أنه لا بأس باستخدام درجات داكنة في غرف النوم: "الألوان الداكنة كالنيلي والأخضر تمنح الغرفة هدوءًا وعمقًا بصريًا."
أما النوافذ، فتنصح بتغطيتها بطبقات من الستائر: "استخدم ستارة بنقش جميل، ثم أضف ستائر سميكة بألوان متناسقة تمتد من السقف حتى بضع سنتيمترات فوق الأرض؛ ما يعطي إحساسًا بالفخامة والارتفاع."
تقول هاينز إن من أكبر التحديات في غرف النوم المنزلية هو التخزين، بخلاف غرف الفنادق التي لا تحتاج إلى تخزين كثير.
وتضيف: "أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تتكدس الملابس في كل مكان. يجب عدم الاستهانة بأهمية وجود خزائن مُصممة حسب المقاس للاستفادة القصوى من المساحة."
وتوضح أنه يمكن تخصيص رفوف علوية لتخزين الحقائب أو الملابس الموسمية، ومساحات تعليق، وأدراج سفلية.
وتضيف كيمب "أحب الأسرة ذات التخزين الداخلي (السرير العثماني)، فهي توفر مساحات تخزين هائلة."
غالبًا ما تُترك الإضاءة لمرحلة متأخرة في تصميم الغرفة، لكن جورجيا ميتكالف، مؤسسة علامة "French Bedroom"، تؤكد أنها أساسية لخلق الجو المناسب: "اختاري إنارة سقفية أنيقة مع مفتاح لتعتيمها، وأضيفي مصابيح جانبية منخفضة تعطي وهجًا دافئًا. الإضاءة يجب أن تكون جميلة في شكلها سواء كانت مضاءة أم لا."
وتنصح باستخدام مصابيح جانبية متدلية أو مثبتة على الجدار فوق الطاولات الجانبية، للحصول على مظهر فندقي راقٍ.
كما تنصح هاينز بدمج قطع الأثاث الكلاسيكية مع العصرية لإضفاء طابع بصري غني.
وتقول: "دائمًا ما نشجع على وضع كرسي بذراعين في غرفة النوم، وغالبًا ما نختار كرسيًا عتيقًا لإضافة لمسة فنية."
وأخيرًا، إن كنت في حيرة بين السجاد أو الموكيت، لما لا تستخدم كليهما؟
تقول كيمب "أفضل استخدام موكيت من نسيج السيسال، ثم إضافة سجاد فوقه. هذا يعطي إحساسًا بالفخامة، ويحسّن الصوت أيضًا."