زاوية "ماذا تقرأ؟"، هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكتاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصًا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية؛ إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
في حديثها عن علاقتها بالكتب، تكشف الفنانة اللبنانية ساشا دحدوح عن شغفها العميق بالقراءة، والدور الكبير الذي تلعبه في تغذية مخيلتها ونسج الشخصيات. كما تتوقف عند علاقتها بالكلمة والكتاب، حيث انغمست في قراءة النصوص الوجدانية والفلسفية. فما الذي تقرأه اليوم؟
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
منذ صغري، كنت شغوفة بقراءة الكتب والروايات. كنت أهوى الغوص في هذا العالم، الذي أسهم بنسج الشخصيات في خيالي، وبالطريقة التي أحب أن أراها. كانت مخيلتي تنشط وتبدأ ببناء عوالم خاصة بي، أعيش فيها تفاصيل كل قصة. علاقتي بالكتاب كانت وما زالت علاقة متينة ومميزة.
ماذا تقرأين اليوم؟
أنهيت للتو قراءة رواية التركية أليف شافق "قواعد العشق الأربعون". كثيرون قرؤوها قبلي، لكنني تأخرت في قراءتها، ومع ذلك كانت تجربة مميزة تستحق الانتظار.
ما الذي تتناوله هذه الرواية؟
تتناول الرواية موضوع الحب والروحانيات، كما تركز على رحلة اكتشاف الذات وفهم أعماقها، إلى جانب التعمق في ما وراء الحياة.
لماذا اخترت هذه الرواية؟
نصحني كثيرون بقراءتها، وهي رواية غنية بالقواعد الحياتية العميقة. تأثّرت كثيرًا بالعلاقة الجميلة التي جمعت جلال الدين الرومي بشمس التبريزي. جذبتني "قواعد العشق الأربعون" التي تتناول نظرتنا للحياة، وطريقة تعاملنا مع الآخر. الرواية هي جزء لا يتجزأ من الفلسفة الوجودية، حيث قدمت مفهومًا مختلفًا للحب، للعمق، وللعطاء. تعلّقت بهذا الكتاب بشدة.
من هو كاتبك المفضل؟
ميخائيل نعيمة من الروائيين الذين أحب القراءة لهم. أستمتع بأسلوب سرده العميق والبسيط في آنٍ معًا. يتميّز بقدرته على إيصال أفكار فلسفية بروح سلسة ومؤثرة. كما أنني أُحب أيضًا كتابات جبران خليل جبران، لما تحمله من روح شاعرية ومعانٍ إنسانية سامية.
متى تقرئين؟
أحب القراءة في المساء، حيث أجد في هذا الوقت هدوءًا يساعدني على التركيز والانغماس في عالم الخيال.
أين تحبين أن تقرئي؟
لا يهمني المكان بقدر ما يهمني أن يكون هادئًا، فالمهم هو الجو الذي يساعدني على التركيز والاستمتاع بالقراءة.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
تجذبني الكتب الوجودية، الواقعية، والفلسفية. ربما لأنني ممثلة، أشعر بأنني قادرة على نسج الشخصيات في مخيّلتي. ما يهمني فعلًا هو أن يخاطب الكتاب كياني.
بين الإلكتروني والورقي.. أيهما الأحب أو الأقرب إليك؟
أفضّل الورقي. أحب ملمس الصفحات، وأستمتع بالطقوس الخاصة التي تربطني بالكتاب، حيث تبدأ مخيّلتي بالعمل، وتأخذني الكلمات إلى عالم مختلف بعيد عن الواقع.
