في خطوة استثنائية تمزج بين الحنين والتكنولوجيا، يعود المغني الشعبي الراحل حسن الأسمر إلى جمهوره بعد 14 عامًا من رحيله، من خلال أغنية جديدة بعنوان "أغلى من عينيّا"، تُقدَّم على شكل دويتو يجمعه بنجله الفنان هاني الأسمر، في عمل يحمل بين طياته رسالة حب ووفاء خالدة.
سُجّلت الأغنية بصوت حسن الأسمر قبل وفاته، لكنها لم تُطرح حينها وبقيت محفوظة في أرشيفه الشخصي. ومع مرور السنوات، قرر هاني الأسمر إعادة إحياء الأغنية، وتقديمها للجمهور كتحية لذكرى والده، ووفاءً لتاريخه الفني الذي لا يزال حاضرًا في وجدان عشاق الأغنية الشعبية.
أعاد هاني توزيع الأغنية، وأضاف صوته إليها، لتتحوّل إلى دويتو إنساني وفني نادر، يظهر فيه تفاعل صوت الأب الراحل مع ابنه بطريقة تمس القلوب، وتحمل مشاعر عميقة من الحنين والوفاء.
تحمل "أغلى من عينيّا" كلمات مؤثرة من تأليف الشاعر أحمد شتا، وألحان محمود الخيامي، وتوزيع ياسر ماجد، فيما تولى مصطفى رؤوف هندسة الصوت، والإنتاج لشركة بروتيكت ميديا للمنتج محمد العشري. وتأتي الأغنية بمذاق فني يمزج بين الطابع الشعبي الأصيل والنَفَس الموسيقي المعاصر.
يشهد الفيديو كليب المصاحب للأغنية ظهورًا افتراضيًا للراحل حسن الأسمر باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث تظهر لقطات تجسد العلاقة العاطفية بين الأب والابن، ما يضفي بعدًا بصريًا عاطفيًا يُكمل التجربة السمعية المميزة.
من المقرر إطلاق الأغنية رسميًا خلال الأيام المقبلة عبر منصة يوتيوب، وسط حالة من الترقب والحماس من جمهور الأغنية الشعبية المصرية، الذين يرون في هذا العمل امتدادًا طبيعيًا لتراث حسن الأسمر، وفرصة جديدة لسماع صوته الأصيل في ثوب معاصر.
أكد هاني الأسمر أن الأغنية تمثل له قيمة معنوية كبيرة، قائلًا: أغلى من عينيّا مش مجرد أغنية، دي رسالة حب من أب لابنه، ومن ابن لأب عمره ما راح من قلب الناس.
وتُعد "أغلى من عينيّا" التعاون الثاني بين حسن وهاني الأسمر، بعد أغنية "صياد" التي جمعتهما قبل وفاة الفنان الكبير، وحققت حينها صدى واسعًا بين الجمهور، ما يزيد من خصوصية هذا العمل الجديد.
يُذكر أن حسن الأسمر، الذي رحل عن عالمنا العام 2011، يُعد أحد أعمدة الأغنية الشعبية المصرية، وحقق شهرة واسعة في التسعينيات، من خلال عدد كبير من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم، أبرزها: "كتاب حياتي"، "أعملك إيه حيرتني"، "أشكي لمين"، "أدلع يا حلو"، "رمشو"، "حرامي القلوب"، "الله يسامحك"، "كان نفسي"، و"متشكرين".