في واحدة من أبرز جلسات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حلّ الفنان الكندي من أصل مصري مينا مسعود ضيفًا، كاشفا خلال ندوة ثرية عن محطات مهمة في حياته الفنية والشخصية، وتحدث بصراحة عن تجاربه وتحدياته في عالم التمثيل.
استهلّ مينا حديثه بتوجيه تحية حارة للفنان المصري حسين فهمي، الذي كان حاضرًا بين الجمهور.
وعبّر عن إعجابه الكبير به قائلاً: نشأت وأنا أتابع أعماله، كان من رموز الفن التي شكلت ذاكرتي البصرية. وجوده اليوم شرف كبير بالنسبة لي.
أظهر مينا جانبًا آخر من شخصيته حين تحدث عن علاقته الوثيقة بالطعام والطهي، لا سيما المطبخ المصري.
وأشار إلى أن هذا الشغف بدأ منذ الطفولة بفضل والدته، التي كانت تطهو لهم في المنزل معظم الوقت، معتبرًا الطهي تعبيرًا عن الحب والانتماء الثقافي.
وقد استوحى من هذا الشغف فكرة إصدار كتاب طبخ نباتي بالتعاون مع والدته، التي أضافت إليه وصفات مصرية شهيرة مثل الكشري والمحشي والبامية، لكنها بنسخ صحية.
وأضاف: تناول الطعام في الخارج كان نادرًا، وكأنه احتفال. كنا نطلب البيتزا مرة في الشهر، وهذا الأمر جعل من الطعام أمرًا مقدسًا ومميزًا في حياتي.
رغم إتقانه للعربية، فإن التمثيل بها لم يكن مهمة سهلة؛ تحدث مينا عن الصعوبات التقنية التي واجهته أثناء أداء أدواره بالعربية، مشيرًا إلى الفرق بين استخدامها اليومي والاحترافي: كنت دائمًا واعيًا للهجتي، وكنت بحاجة لتقوية النطق السليم عندما يتعلق الأمر بالتمثيل. كانت اللكنة الأميركية تظهر أحيانًا، وهذا كان تحديًا أعمل على تجاوزه.
ضمن مشاريعه الفنية المستقبلية، عبّر مينا عن شغفه بفكرة إنتاج مسلسل درامي قصير يتمحور حول عصر الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، حيث يتناول كل حلقة شخصية مختلفة من تلك الحقبة، ضمن رؤية إبداعية تجمع بين الحداثة وروح الماضي.
وأوضح أن هذه الفكرة تحتاج إلى وقت وتخطيط، مستشهداً بمشروعه السابق "Welcome Vegan" الذي تطلب عدة سنوات حتى تم تنفيذه، مؤكدًا أن الشرق الأوسط يحمل إمكانيات إنتاجية ضخمة تستحق الاستثمار الفني.
تناول مينا واقع الصورة النمطية للعرب في السينما الأمريكية، مشيرًا إلى الضغوط التي يواجهها أي ممثل عربي في هوليوود، خاصة في بداياته.
استعاد تجربته الأولى في فيلم "القاعدة رقم 2"، مؤكدًا أنه لم يكن أمامه خيارات كثيرة وقتها، لكنه اليوم أكثر وعيًا بقراراته.
قال بحسم: رفضت مؤخرًا دورًا في مسلسل لأنني لم أرغب في دعم صورة نمطية تسيء للعرب. أخبرت وكالتي أنني لا أريد حتى الاطلاع على النص.
اختتم مينا حديثه بالتأكيد على أهمية معرفة متى يجب التوقف أو الرفض، سواء في العمل أو الحياة، مشيرًا إلى أن النضج الفني والشخصي لا يتحقق إلا عبر المرور بتجارب صعبة: اتخاذ القرار الصعب هو جزء من النمو. سواء كنت ممثلًا أو شخصًا عاديًا، تعلم قول لا يعني أنك تحمي نفسك وهويتك.